أشارت صحيفة "التايمز" البريطانيّة، في تحليل بعنوان "صداقة الشيخ محمد بملكة بريطانيا من العلاقات المقيدة"، تناول أزمة "لطيفة آل مكتوم"، الّتي تقول إنّ والدها حاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، يحتجزها بالقوّة كرهينة، وتأثيرها على علاقة حاكم دبي القويّة بالأُسرة المالكة في بريطانيا وخاصّة الملكة إليزابيث الثانية، والتساؤلات الّتي أُثيرت حول ما إذا كانت بريطانيا قد ضحّت بحقوق الإنسان لحماية حليفها، إلى أنّ "العام الماضي، شهد صدور حكم محكمة بريطانيّة بأنّ الشيخ محمد بن راشد، نظّم عمليّات اختطاف لاثنتين من بناته، وهو ما هَدّد ليس فقط بحدوث فوضى في العلاقات مع الإمارات، بل أثار أسئلةً لا تزال دون إجابة، حول ما إذا كانت بريطانيا قد ضحّت بحقوق الإنسان لحماية حليف لها".
وركّزت على أنّ "اكتشاف أنّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ربّما انتهك القانون الإنجليزي والقانون الدولي، من خلال اختطاف البنات، أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الشرطة البريطانية قد مُنعت من التحقيق في اختفاء المرأة الشابّة، الأميرة شمسة". وأوضحت أنّ "رئيس قسم الأسرة في المحكمة العليا في إنجلترا وويلز، السير أندرو ماكفارلين، لم يتمكّن من تحديد ما إذا كانت وزارة الخارجيّة قد مَنعت التحقيق في اختطاف شمسة من كامبريدج في عام 2000، لأنّ وزارة الخارجيّة رفضت التعاون مع المحكمة على أسس لحماية المصالح البريطانيّة".
ولفتت الصحيفة، بحسب التحليل، إلى أنّ "هذه القضيّة محرجة بشكل خاص، نظرًا للعلاقة الشخصيّة الوثيقة بين محمد بن راشد والملكة"، مبيّنةً أنّ "إليزابيث الثانية تتمتّع بعلاقات وثيقة مع العديد من أفراد العائلة المالكة في الخليج. نشأت صداقتها الخاصّة مع الشيخ محمد بن راشد من خلال حبّهما المتبادل لسباق الخيل. وهو مؤسّس اسطبلات "غودلفين" للسباقات، وقد انضمّ بانتظام إلى الملكة في سباق "رويال بوكس" في أسكوت".
وذكرت أنّ "العلاقة سياسيّة واقتصاديّة وليست شخصيّة فقط، فالشيخ محمد مسؤول عن تحويل إمارة دبي، إلى مركز للسياحة والأعمال، لتعويض تضاؤل احتياطيّاتها النفطيّة. وتساهم السياحة بنسبة 20 بالمئة من الناتج القومي الإجمالي لدبي، ويأتي السياح البريطانيّون إلى دبي في المرتبة الثالثة بعد الهنود والسعوديّين". وأفادت بأنّ "منظّمة "محتجز في دبي" الّتي تتّخذ من لندن مقرًّا لها والّتي دافعت عن الأميرة لطيفة، قد ساعدت في قضايا السائحين البريطانيّين المسجونين بتهم أخلاقيّة".