أحد المرفع مرفع اللحم، هو يأتي بعد أحد مرفع البياض ثم مرفع الحليب ومشتقاته وليوم الاحد الذي يسمى "أحد مرفع اللحم" كلّ هذه المعاني الروحية والطقوسية والانتروبولوجيّةوالتيولوجية،من خلال الاستعداد لدخول الصوم ورتبة اثنين الرماد والابتعاد عن أكل اللحوم والبيض والحليب ومشتقاته.
من منتصف الليل حتّى الظهر
والصيام من منتصف الليل حتى الساعة 12 ظهرًا من اليوم التالي هي واجب وهي علامات توبة وندم ورجوع الى الله، مع العلم أن شرب الماء لا يكسر الصوم والمرضى والأطفال هم غير ملزمين بالصوم.
اجتماع العائلة
في أحد العائلة هناك تقليد يقوم على أن تجتمع العوائل سوية لرفع اللحم عن المائدة طوال مدة الصوم،والاستعدادا لهذا الزمن بالانقطاع عن شرب المسكر او التلذّذ بأكل اللحوم على أنواعها، والاكتفاء بالخضار المسلوقة والحبوب المطبوخة بالزيت،فالصوم واجب من الساعة 12 منتصف الليلحتّى الساعة 12 ظهرا من اليوم الثاني.
اعمال تقوِيّة مُرافقة
يرافق هذا الصوم عند البعض أفعالا تقوية مثل عدم شرب القهوة أو التدخين أو أكل الشوكولا أو جميع أنواع الحلويات والسكريات، هذه أفعال تقوية وايماتات مباركة لكنها لا تقوم مقام واجب الصيام الطبيعي بالانقطاع عن الاكل من منتصف الليل حتى ظهر اليوم التالي، وعلينا أيضا كما يقول قداسة البابا فرنسيس أن يصوم لساننا عن الافتراء والنميمة والكلام البذيء، او تشويه صيتالغير، وعلينا ان نصوّم أعيننا عن نظرات الغضب والاستهزاء والاحتقار والحسد والغيرة والازدراء،وآذاننا عن سماع الاحاديث الباطلة والبذيئة وعن كلمات النميمة والحسد والغيرة والظنون الباطلة، وايدينا عن الحركات الجارحة المليئة بالخطيئة والاهانة والاشارات المعيبة في اصابعنا،وامتناع اقدامنا عن السير في دروب الشر والاثم والعار والخطيئة، والابتعاد عن السعي الى القتل والجريمة ورفض الضعفاء والمساكين والعاجزين، وألاّ نرفس بقدمنا الخبز والرزق، وعلينا السعيلمساعدة الضعفاء والبائسين والمساكين والسيّر في طريق الحقّ والخير والمحبّة والتوبة والسلام والعودة الى الله.
اثنين الراهب
في بداية الصوم كانت مجموعة من الرهبان بناء على طلب الاسقف المحلي تخرج من اديارها ذاهبة الى الرعايا لالقاء مواعظ الصوم وسماع الاعترافات والمساعدة بالاحتفالات الطقسية، وكان أهل الرعية وسكانها يلاقون الراهب الزائر الى مدخل قريتهم نهار الاثنين ويرافقونه الى الكنيسة، بعد ذلك يدعونه لزيارة بيوتهم ومباركتها وتناول الفطور معهم (العادات والتقاليد اللبنانية/لحد خاطر/ 2002 ص 127).
رحلة حبّ وتوبة
رحلة الصوم تستمرّ حتى سبت النور وتمتدّ من اثنين الرماد حتى اسبوع الالام، وكان الصوم نهار السبت (سبت النور) الزامياً، وكان المثل يقول "لي ما بصوم سبت النور بيوقع بالتنّور" (الارشادات الرسولية/ صلاة المساء وزياح الصليب/ الكسليك/2003 ص 15) هذه الرحلة تهدف للوصول الى الميناء، ميناء الخلاص والقيامة، انها رحلة رحمة وندم وتوبة وتطهير وعودة الى من حيث أتينا.
الصوم ليس فعل ريجيم
ليس الصوم فعل ريجيم بل له المعنى الروحي العميق،الّذي يبتدئ بوضع الرماد على الجبهة على شكل صليب علامة التزامنا بصليب المسيح ومشاركة بآلامه وعذاباته، للوصول الى أحد القيامة المباركة يوم الاحد العظيم، فنحن لا نتعذب للتلذّذ بالعذاب والصوم، بل هو مشاركة ومرافقة وتشبّها بحياة يسوع.
فليقبل الله صيامنا وتوبتنا وليبارك حياتنا وتصرفاتنا لنستحق ان نصل الى قيامة الرب يسوع ونقول: المسيح قام حقا قام.