يحتفل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال نعيم عون، اليوم (الخميس) في 18 شباط/فبراير بعيد ميلاده الـ86.
لكن الإعلان عن الموعد الجديد لميلاد الرئيس عون، جاء بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، يوم الاثنين في 31 تشرين الأوّل/أكتوبر 2016.
وقد وزّعت حينها سيرة الرئيس عون بأنه من مواليد 30 أيلول/سبتمبر 1933، سجله حارة حريك. وهو ما زال مُعتمداً في سيرته، المنشورة على موقع رئاسة الجمهورية - حتى مساء أمس - ومُوثق أيضاً في أرشيف الكثير من المواقع ومنها، "ويكيبيديا".
ما نقوله ليس إفتراء أو "فبركة" أو إجتهاداً، بل استناداً إلى ما ينشره موقع رئاسة الجمهورية؟
- فما هي حقيقة تاريخ ميلاد الرئيس عون؟
- من يتحمّل مسؤولية هذا اللغط، وأيُهما الأصح؟
- إذا كان التاريخ الجديد - أي في العام 1935، لماذا أبقي على التاريخ القديم في موقع رئاسة الجمهورية؟
أسئلة بحاجة إلى توضيح بإعتماد التاريخ الحقيقي لميلاد الرئيس، أطال الله بعمر "بيّ الكل".
عندما يُوثق المُؤرخون والباحثون مسيرة شخصيات ورؤساء وعهود وحقبات، يذكرون تاريخ الميلاد، وأبرز الإنجازات، والمحطات التي حصلت خلال تلك الحقبات.
هذا ما يجب أن يكون واضحاً، حرصاً على دقة توثيق مسيرة العهد في تاريخ لبنان، خاصة أنه يحفل بالكثير من المحطات المُتعددة، التي سيكتب عنها التاريخ، بحلوها ومرّها!
كُثرٌ يضطرون إلى تصحيح تاريخ الميلاد الذي قد يكون مُرتبطاً بظروف تتطلب تكبير العمر، بإضافة أشهر أو سنوات للتمكن من تحقيق الغاية المنشودة، خاصة إذا ما كان الأمر يتعلق بالدخول إلى وظيفة عامة أو استحقاق يتطلب ذلك.
الأمر ذاته يتكرر بتغيير تاريخ الميلاد، لكن بتصغير السن، إذا ما ارتبط الأمر بقرب الإحالة على التقاعد.
بين التاريخ الحقيقي للولادة وتدوينه في السجلات، قد يكون الفارق أياماً أو أسابيع أو حتى أشهر.
يرتبط ذلك بأن تكون الولادة خلال فترة وجود العائلة خارج لبنان أو في مكان الإقامة الدائم، وتأخّر الانتقال إلى القرية، ما يُؤخر تسجيل المولود، وهو ما جرى مع أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، المُتعارف عليه بتاريخ 31 آب/أغسطس 1960.
هذا قبل أن يُعلن والده الحاج عبد الكريم، أن ميلاد ابنه حسن، كان في فصل الخريف، وتحديداً بتاريخ 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1959، لكن سُجل في آب/أغسطس 1960، بسبب التواجد الدائم في بيروت، و"لم يكن لدينا الوقت للذهاب إلى الجنوب" - أي (بلدة البازورية - قضاء صور، مسقط رأسه)، وهو ما أصبح يحتفل به جمهور المُقاومة.
في مسيرة الرئيس عون الكثير من المحطات الذي يبرز فيها الرقم 30، الذي حُدد بتاريخ ميلاده على مدى عقود من الزمن:
- 30 أيلول/سبتمبر 1958: تخرّج من المدرسة الحربية بُرتبة مُلازم من سلاح المدفعية في الجيش اللبناني.
- 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1968: تزوج من نادية الشامي.
- في ثلاثينات القرن الماضي أبصر النور.
أيضاً في حياة الرئيس عون، الكثير من المُصادفات، التي ينسحب عليها الرقم 3، والذي يُمثل الكون المُؤلف من: السماء، الأرض والبحار، وهو رقم مُقدس عند الساميين:
- 23 حزيران/يونيو 1984: تولى قيادة الجيش اللبناني.
- 30 أيلول/سبتمبر 1989: رفض "اتفاق الطائف"، الذي توصّل إليه نواب لبنانيون، بعد جلسات حوار في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية، والذي أصبح لاحقاً "وثيقة الوفاق الوطني".
- 31 كانون الثاني/يناير 1990: "حرب الإلغاء" بين الجيش اللبناني بقيادة العماد عون و"القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع، استمرت لمُدة 6 أشهر، وأدّت إلى دمار وخسائر فادحة.
- 13 تشرين الأوّل/أكتوبر 1990: الانتقال إلى السفارة الفرنسية بعد قصف القصر الجمهوري.
- 30 آب/أغسطس 1991: غادر لبنان إلى قبرص ومنها إلى فرنسا عبر سفينة حربية فرنسية، حيث مكث هناك 15 عاماً.
- لديه 3 بنات.
- 31 تشرين الأوّل/أكتوبر 2016 انتخب رئيساً للجمهورية.
- الرئيس الـ13 للجمهورية اللبنانية.
هذا فضلاً عن محطات أخرى، في طليعتها:
- 22 أيلول/سبتمبر 1988: عيّنه الرئيس أمين الجميل مع انتهاء ولايته، رئيساً للحكومة إنتقالية عسكرية، بناءً على المرسومين رقم 5387 ورقم 5388، مع الاحتفاظ برتبته العسكرية في الجيش.
- 12 تشرين الأول/أكتوبر 1990: قوات الجيش السوري تقصف القصر الجمهوري في بعبدا، حيث كان يُقيم العماد عون، فالتجأ إلى السفارة الفرنسية، ومكث هناك 11 شهراً قبل أن يُمنح عفواً مشروطاً من الحكومة
اللبنانية برئاسة الرئيس الدكتور سليم الحص، الثالثة التي يُشكّلها، والأولى بعد "اتفاق الطائف"، في عهد الرئيس إلياس الهراوي، ولجوءاً سياسياً من فرنسا.
- 7 أيار/مايو 2005: عاد إلى لبنان بعد انطلاق "ثورة الأرز"، إثر زلزال جريمة اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط/فبراير 2005.
- 12 حزيران/يونيو 2005: خاض الانتخابات النيابية، للمرة الأولى، واستطاع "التيار الوطني الحر"، الذي كان قد أسسه الفوز بـ21 مقعداً من بين 58 تنافس عليها.
لقد تبوأ الرئيس عون، مراكز لم يسبق أن تبوأها شخص واحد في لبنان، تتمثل بـ: قائد للجيش، رئيس للحكومة، وزير، نائب ورئيس للجمهورية.
لا شك أن أجمل اللحظات هي بشرى الولادة، خاصة عندما يُبصر المولود النور، فينشر السعادة لدى الوالدين الملهوفين إلى تلك اللحظة، والعائلة الصغيرة والأهل والأصدقاء والمُحبّين.
ينطلق المولود في مسيرة حياته باسم اختاره له والديه، اللذين منحاه أيضاً حمل اسم الوالد والعائلة والجنسية والديانة.
لحظة الولادة تُوثق لدى مختار محل قيد العائلة وتحفظ في سجلات النفوس، التي يُستند إليها في الكثير من الضروريات في الحياة.
الأسم يُرافق المولود، إلا إذا غيّر اسمه، لكن الصفات هي التي يكتسبها في مسيرة حياته لترتبط به وحده.