اعتبر رئيس تيار صرخة وطن جهاد ذبيان أنّ المشكلة الأساسية في لبنان هي في النظام الطائفي الذي جلب علينا كلّ هذه الويلات والأزمات، والذي لا يزال ملوك الطوائف والمذاهب يتمسّكون به ويعملون على ترسيخه من أجل مصالحهم الآنية الضيقة وليس من أجل مصلحة أبناء الطوائف ومجموع اللبنانيين.
وأشار ذبيان إلى ضرورة إعلاء مصلحة الوطن على كلّ ما عداها من مصالح خاصة تهمّ أشخاصاً محدّدين يأخذون طوائفهم ومذاهبهم رهائن بحجة حماية الحقوق وحفظ الكرامة وما إلى ذلك من شعارات فارغة من أيّ مضمون، فيما التدهور هو سيّد الموقف على الصعيد الشعبي في كلّ الطوائف والمذاهب التي يعاني مجموع أبنائها من القلة والعوَز وفقدان فرص العمل والتنمية، بينما قادة هذه الطوائف والمذاهب يتنعّمون هم وعائلاتهم وحاشياتهم بالمغانم والمكاسب.
وشدّد ذبيان على أنّ أيّ لقاء طائفي أو مذهبي، مثل "لقاء خلدة" بالأمس لن يكون مصدر أمان واطمئنان لدى الناس، لأنّ المواطنين باتوا يعرفون جيداً أنّ المقصود ليس حقوقهم ومطالبهم بل مصالح أصحاب الدعوة والحاضرين الذين يطالبون بأن يأخذوا حصتهم من "قالب الجبنة" بدل أن يأكله الآخرون لوحدهم.
واضاف ذبيان إنّ حقوق طائفة الموحدين الدروز لا تُختصر بمقعد وزاري تتمّ تسميته من هذا اللقاء أو من تلك الكتلة، بل بأن يأخذ أصحاب الكفاءة والنجاحات والخبرة والاختصاص مكانهم الطبيعي في المراكز القيادية، خاصة أنّ الحقائب الوزارية التي يتوالى عليها بعض الوزراء الدروز منذ ثلاثة عقود حتى اليوم هي حقائب غير وازنة قياساً بما كان يأخذه أقطاب الطائفة قبل الحرب الداخلية في لبنان، مثل وزارات الدفاع والداخلية والمالية والصحة وغيرها... وليس البيئة والمهجرين والشباب والرياضة والصناعة... وهذا ما ينطبق أيضاً على كلّ وظائف الفئة الأولى في الإدارات والمؤسسات العامة وفي المواقع العسكرية والأمنية وغيرها.
وأكد ذبيان أنّ مصلحة الدروز مثل مصلحة كلّ اللبنانيين تتأمّن بالدولة القادرة العادلة القوية التي يكون فيها الجميع سواسية في الحقوق والواجبات، وهذا في الأساس هو منطوق الدستور الذي نصّ على إلغاء الطائفية وانتخاب مجلس نواب على أساس لاطائفي وإنشاء مجلس الشيوخ الذي يهتمّ بشؤون الطوائف والأحوال الشخصية وغير ذلك من قضايا تحتاج فيها الطوائف والمذاهب إلى عوامل طمأنة متبادلة في ما بينها. وهنا أيضاً يُلام كلّ المسؤولين الدروز وغير الدروز من الذين توالوا على السلطة في فترة ما بعد الطائف، حيث لم يقوموا بواجباتهم في تطبيق الدستور.
وختم ذبيان داعياً الحاضرين في لقاء خلدة ومن يقابلهم في الضفة الأخرى إلى التوقف عن رفع الشعارات، لأننا في مرحلة حساسة جداً والوقت الآن هو فقط للعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا البلد الذي ينحدر إلى هاوية سحيقة بفعل لقاءاتكم وسياساتكم القديمة والجديدة، وهذا ما كان يجب أن ينتبهوا إليه جيداً قبل عقد اللقاءات لأنهم ومعهم كلّ "بيت بو سياسة" في هذا البلد هم المسؤولون عما وصلنا إليه، وبالتالي لا يجوز لأناس فشلوا في مواقعهم طيلة السنوات الماضية أن يطالبوا بتولي المسؤولية مجدّداً.