خلقت اللقاحات بلبلة كبيرة نتيجة عدم قدرة الإنسان على معرفة ممّا تتكوّن، وكثرت الأحاديث حول فعاليتها في ظلّ وجود فيروسات متحوّرة إضافة الى كلام كثير عن تغيّر في الجينات يُمكن أن يحدث على المدى الطويل... فما هي صحّة المعلومات من عدمها، وماذا عن روايات التغيّر الجيني؟!.
عملياً ومنذ بداية العام الحالي بدأ التسويق لعدّة لقاحات منها "الفايزر"، "موديرنا"، "اكسفورد استرازينيكا"، "جونسون آند جونسون"، جميلايا (سبوتنيك الخامس)، سينوفارم (الصين)". وهنا تشرح الباحثة في العلوم الجينية والفايروسات مريان بارود عبر "النشرة" أن "فعالية اللقاحات هي نفسها ولكن على الإنسان إستشارة طبيبه إذا كان يعرف مثلا أنه يعاني من حساسية أو أي شيء آخر وهو ينصحه بتلقي اللقاح المناسب تبعاً لحالته".
فائدة اللقاح
"نسبة الاستفادة من اللقاح تصل الى 95%، ولكن المناعة التي يُمكن أن يكتسبها الفرد منه لا نعرفها حتى اليوم لأن الدراسات السريرية لم تنتهِ بعد". هذا ما تؤكده بارود، لافتة الى أن "ما أصبح مؤكّدا أن الناس التي اصيبت بالفيروس وشفيت منه إكتسبت مناعة من ثلاثة الى ستة أشهر"، مضيفة: "عملياً اللقاح يقلّد الفيروس، وبالتالي من تلقّاه مفترض أن يكتسب المناعة المُشار اليها، ولكن هذا ليس مثبتاً لأن 5% ممن تلقّوه اللقاح لم يشكّلوا مناعة أو شكّلوها بنسبة ضئيلة جدا لا يُمكن التحدث عنها، ومن هنا قلنا إنه يجب التزام الوقاية والتباعد حتى بعد تلقي اللقاح".
انواع اللقاحات
يشرح الباحث في علم الأوبئة في كلية الطب في جامعة أوسلو البروفسور مايكل عبد النور عبر "النشرة" ماذا تتضمّن بعض اللقاحات، ويشير الى لقاح الفايزر على إنه لقاح RNA مع قالب للبروتين الشوكي، درجة حرارة التخزين هي من 80 درجة الى 60 درجة مئوية تحت الصفر، وتبلغ فعاليته على الفيروس العادي المصحوب بأعراض حوالي 95٪ لكنها أقل فعالية بالنسبة للفيروسات المتحورة القادمة من بريطانيا وجنوب أفريقيا".
أما بالنسبة للقاح موديرنا، حسب البرفسور عبد النور يشير الى أنه "لقاح من الحمض النووي الريبي يوجه خلايانا لإنتاج شوكةsarscov2"، لافتا الى أن "درجة حرارة التخزين هي 20 درجة مئوية تحت الصفر، تبلغ فعالية الفيروس العادي المصحوب بأعراض حوالي 94.1 ٪ ولكن لديه فعالية أقلّ ضد فيروسات كورونا المتحوّلة (بريطانيا أو جنوب أفريقيا). في حين أن "الاسترازينيكا" وبحسب الطبيب المذكور يتضمّن الناقل الفيروسي (فيروس الشمبانزي الحيواني المعدّل وراثيًا) الذي يحتوي على جين بروتين سارسكوف 2 سبايك بجرعتين خلال 4 أسابيع وبصرف النظر عن درجة حرارة التخزين 1 درجة مئوية إلى 8 درجات مئوية، لافتا الى أن "فعاليته تجاه الفيروس العادي المصحوب بأعراض تبلغ حوالي 62٪ ولكنها أقل ضد فيروس كورونا المتحور (إفريقيا) بحوالي 10٪".
التأثير على الجينات!
هنا شددت ماريان بارود على أن "ان الفايزر والموديرنا اعتمدتا نفس التقنية لصنع اللقاح وهي RNA والفارق بينهما هو ماذا اضافت كل شركة على اللقاح في تصنيعه، وفي وقت استعملت الاسترازينيكا الـDNA الخاصة بالبروتين التاجيّة للفيروس"، أكّدت في نفس الوقت أن هناك معلومات خاطئة يتم تداولها وتقول بأن لقاحي موديرنا وفايزر ونظرا للتقنية التي استعملت يمكن أن يؤثرا على جينات الانسان على المدى الطويل"، مضيفة: "RNA موجود في الخلايا الّتي تحمل النواة حيث يوجد DNA أما RNA فهو موجود في المكان السائل لخلية الانسان وليس النواة".
تشرح ماريان بارود أن "لقاح الموديرنا والفايزر اعتمدا تقنية RNA وستبقى في Cytoplasme ولن تدخل الى النواة"، مشيرة الى أنه "حتى يكون هناك تغير جيني يجب ان يكون هناك تفاعل بين RNA وDNA ولأن الأولى موجودة في Cytoplasme والثانية موجودة في النواة، بالتالي لا امكانيّة للتفاعل بينهما، ما يعني ايضا أنّ أي تأثير على الجينات هو أمر غير وارد".
إذاً، بإنتظار مزيد من الدراسات حول اللقاحات... يبدو حتى الساعة قول العلماء هو الأكثر صدقًا ومعرفة أن اللقاحات لا تؤثر على جينات على الانسان!.