يعتبر تعيين القاضي طارق البيطار محققاً عدلياً جديداً في إنفجار مرفأ بيروت نقطة تحوّل أساسية في الملفّ، خصوصاً وأن أهالي الضحايا ينتظرون منذ أشهر لمعرفة حقيقة ذلك الإنفجار "الزلزال" الذي أودى بحياة أحبابهم...
يوم الخميس الماضي أعلنت محكمة التمييز تنحية المحقق العدلي السابق القاضي فادي صوان عن القضية،وهذا الإجراء تزامن مع إشاعة طلب المذكور توقيف الوزير السابق يوسف فينيانوس بتهمة الاهمال الوظيفي، فسرت الشكوك لدى أهالي الضحايا من رغبة في تمييع القضيّة حتى جاء تعيين القاضي طارق البيطار محققاً بديلا.
طلبات اخلاء السبيل أولا
هذا ليس كلّ شيء فخلال الأشهر الستة التي تولى فيها القاضي فادي صوان التحقيق في قضية المرفأ، شهدنا توقيف ضباط الأمن العام وأمن الدولة "دون معرفة" الأسباب على حدّ قول وكيل الدفاع عن الرائد جوزيف النداف المحامي أسعد أبي رعد، الذي يشير لـ"النشرة" الى أنه "حتى الآن لا نعرف سبب توقيف الرائد النداف"، لافتا الى أن "عائلة النداف تقدمت بطلب الى القاضي صوان بإسم زوجته وأولاده لمعرفة أسباب توقيفه ورفض طلبها ولم يأتيها الجواب"، مضيفا: "سابقاً كنا تقدمنا بطلبات إخلاء سبيل وردها، اليوم سنعطي القاضي الجديد مهلة أيام لدراسة الملف ثمّ سنعود ونتقدّم بطلب إخلاء سبيل".
يضيف المحامي أبي رعد: "استلم الرائد النداف مهامه في المرفأ في 6/12/2019، المحضر الذي كتبه بموضوع "النيترات" وصل الى مدّعي عام التمييز في 4 حزيران ويتضمن كل التفاصيل"، لافتا الى أن "من سخرية القدر ان الندّاف نال التنويه من رؤسائه في 7 تموز 2019على العمل الذي قام به بينما تم توقيفه في أول أيلول ولا نعرف لماذا"؟.
نقطة ايجابيّة
بينما زوجة الرائد في الامن العام شربل فواز، منية فواز رأت عبر "النشرة" أننا "مع فادي صوّان كنا نمرّ في مرحلة ركود، فالتحقيقات في الملف لم تتقدم والضباط في السجن"، معتبرا أن "تعيين القاضي طارقالبيطار تعد نقطة تحول ايجابيّة"، مؤكدة أن "القاضي صوان ومنذ 17 كانون الأول لم يفعل أيّ شيء بالملف"، مشددة على أن "أول ما سنقوم به هو تقديم طلب إخلاء سبيل، وقد سمعنا أنه سيبدأ بالبتّ بمصير الأشخاص الموقوفين ظلماً في البداية"، معتبرة أن "ما صدر عن نقيب المحامين ملحم خلف عن أن توقيف الضباط هو لحمايتهم مفاجئ، فضابط الأمن العام لا يعرف من أدخل "النيترات" كذلك لا اعتقد أن هناك قانوناً يجيز للقاضي أن يوقف أحدا لحمايته"، مضيفة: "إذا كانوا يحاولون توقيف شخص لحمايته فهذه مشكلة كبيرة".
تعليق التحركات
ولأهالي الضحايا حصّة في الموضوع، ففور إنتشار خبر تنحية القاضي صوان بدأ الأهالي تحركاتهم في الشارع. ويشير وليام نون شقيق الضحية من فوج الإطفاء جو نون الى أننا "علّقنا تحركاتنا لاسبوعين لاعطاء القاضي طارقالبيطار فرصة لدراسة القضيّة ونراقب الإجراءات التي سيقوم بها"، لافتا الى أنّ "هذا القرار اتخذناه كبادرة حسن نيّة من قبلنا بعد تعيين بيطار وهذا ما قلناه لوزيرة العدل ماري كلود نجم خلال لقائنا بها، علما أننا كنا ننوي وخلال اعتصامنا أمام قصر العدل اقفال الطريق بالجرافات والشاحنات وعدنا وعدلنا عن المسألة".
يشير وليام نون الى أن "وزيرة العدل تحدثت عن القاضي البيطار واكدت انه نشيط وسيكون جدياً في التعاطي مع الملف بغض النظر عن الضغوطات التي يُمكن أن يخضع لها"، مضيفا: "إختصرت كلّ الكلام بالقول "القاضي بيطار جايي بجوّ بدو يعمل ضميرو".
في المحصّلة ينتظر أهالي الضباط على أحرّ من الجمر أن يقدّموا طلب إخلاء السبيل للموقوفين، في حين أن اهالي الشهداء ينتظرون كيف سيتعامل بيطار مع القضية... فهل سينجح طارقالبيطار حيث فشل فادي صوان؟!.