عشرون يوماً على مقتل الناشط لقمان سليم وهاتفه الخليوي لا يزال بحوزة العائلة علماً أنه كان يجب ان يسلم منذ اليوم الأول الى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومدعي عام الجنوب القاضي رهيف رمضان. عشرون يوماً على الجريمة، من دون ان يعرف اللبنانيون لماذا لم تسلم العائلة هاتف لقمان الذي عثرت عليه شقيقته بعد وقوع الجريمة عبر تطبيق find my phone الى القضاء علماً أنه وبحسب المفهوم القانوني أصبح الهاتف ملكاً للتحقيق بعد الإغتيال لا للعائلة، وعلماً أيضاً أن شقيق لقمان هادي سليم وهو دكتور في القانون يُدرّس في جامعات فرنسا، كان قد وعد القاضي رمضان بتسليم هاتف شقيقه بعد إنتهاء مراسم العزاء والجنازة، الأمر الذي لم يحصل بعد. مصادر متابعة للملف كشفت أن عائلة سليم ترفض تسليم الهاتف الى مدعي عام الجنوب، وقد زارت برفقة وكيلها القانوني المحامي موسى الخوري المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وبحثت معه مسألة تسليم الهاتف طالبة منه التريث قليلاً قبل تسليمه هاتف لقمان، وقد يتم التسليم الأسبوع المقبل.
في موازاة ذلك يتابع فرع المعلومات عملية تحليله لكاميرات المراقبة التي سحبت من شوارع الجنوب، ويتابع القاضي رمضان تحقيقاته بالملف بحثاً عن الحقيقة، وقد تخطى عدد الأشخاص الذين إستجوبهم الـ25 شخصاً بينهم محمد وشبيب الأمين اللذان كانا برفقة سليم قبل خطفه، ومن بينهم أيضاًَ الشخص الذي أرسلته رشا شقيقة سليم الى نيحا لنقل هاتف سليم الى بيروت بعدما عثرت عليه على بعد 300 متر من منزل محمد الأمين حيث كان سليم قبل الخطف. أيضاً من بين الذين تم إستجوابهم الأشخاص الستة الذين تناول معهم سليم الغداء في منطقة صفاريه قبل إنتقاله الى نيحا، هذا بالإضافة الى المهندس الذي كان سليم قد إتفق معه على بناء منزل له في قطعة أرض يملكها المغدور في منطقة جباع، فالأشخاص الذين رأوا سيارة سليم في الجنوب خلال الفترة الأخيرة التي سبقت إغتياله، أي حين كان يتردد الى المنطقة لرؤية أصدقائه.
ما هو واضح في التحقيقات حتى اللحظة تقول المصادر القضائية هو إحتراف الأشخاص الذين نفذوا جريمة إغتيال سليم وقد تأكد هذا الإحتراف بأكثر من معطى، من هذه المعطيات رمي هاتفه الخلوي مباشرة بعد خطفه في نيحا كي لا يتم تعقب حركة السيارة من خلال هاتفه وموقع google ومعرفة الطريق الذي سلكه الخاطفون والموقع الذي تمت فيه عملية تصفية سليم. أيضاً وايضاً من ضمن المعطيات التي تشير الى إحتراف منفذي الجريمة، هو الخرق الأمني الذي سمح بكشف الموقع الذي كان فيه سليم قبل الخطف أي منزل محمد الامين في نيحا، وكيف أن الخاطفين إنتظروه على بعد 300 متر لتنفيذ ما أرادوا، وكيف أنهم قصدوا خطفه في نيحا ليلاً لا في صفاريه حيث كان في وضح النهار.
جريمة منفذها محترف، ومن يحقق بها محترف أيضاً، عنينا هنا فرع المعلومات، فلمن ستكون الغلبة في الإحتراف؟.