نقلت أوساط "الجمهورية" عن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تأكيده أنه "لن يدخل في حوارات ثنائية مع اي فريق حزبي، بل فقط مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. واضاف، أنّه واثق من أنّ هدف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من الحوار الجانبي معه هو تأمين مستقبله الرئاسي وليس البحث في تشكيلة إنقاذ اقتصادي ومالي للبلاد". وكرّر الحريري أنّ باسيل يريد تأمين وصوله الى القصر الجمهوري "وهذا ما لم افعله".
وروى الحريري، انّ رئيس الجمهورية ارسل له مستشاره سليم جريصاتي الذي نقل له كلاماً مفاده: "لقد اتيت الى السلطة مجدّداً انت وجبران باسيل، لذلك، فإنّ استمرارك فيها يجب ان يكون الى جانب باسيل". وكان جواب الحريري: "لقد عدت الى السلطة أنا والعماد ميشال عون من خلال التسوية الرئاسية وأخرج معه". وأبدى جريصاتي تفهمّه.
ونقلت الأوساط عن الحريري قوله "لقد خضت تجارب كثيرة وبعضها كان شديد المرارة، الى درجة انني كويت اصابعي ولقد تعلّمت منها الكثير"، معتبرا ان "خلفية حيازة باسيل الثلث المعطل تصبح واضحة، وهو ما يعني انّ هذه الحكومة في هذه الحال ستبقى مشلولة ومعطّلة وهدفها رئاسة الجمهورية وليس الاصلاح، فهل البلاد قادرة على تحمّل ذلك؟".
وذكر انه خلال اللقاء الاخير الذي جمعه برئيس الجمهورية، ابدى موافقته على المبادرة التي اطلقها رئيس مجلس النوا نبيه بري، وتقوم على اساس حكومة الثلاث ستات، وان يسمّي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير الداخلية، على ان يوافق عليه الحريري، ويسمّي الحريري وزير العدل على ان يوافق عليه عون. ووفق الرواية نفسها، فإنّ رئيس الجمهورية رفض مبادرة بري مؤكّداً تمسّكه بالشروط التي وضعها. وتابع الحريري، انّ رئيس الجمهورية عاد وطرح موضوع التواصل مع باسيل.
ونقلت هذه الاوساط عن الحريري، انّ الدستور يحتّم عليه الاتفاق مع رئيس الجمهورية دون سواه لتشكيل الحكومة، وهذا ما يفعله. أما بالنسبة الى التواصل مع باسيل، فهو ليس في وارد مقاطعته، بل انّ هذا التواصل يمكن ان يحصل من خلال الأمين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري، كما كان حاصلاً سابقاً مع نادر الحريري.