دعا رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الحكام والمسؤولين الى استلهام قيم العز والكرامة من سيرة ومواقف الإمام علي (ع) الذي كان عملاقاً في فكره وتقواه وتعامله مع الناس، فكان عنوان الحق والصدق والمكارم، فينتصروا للحق وينصفوا الشعوب المظلومة وينقذوها من القهر والتخلف والظلم، فلا يجوز التخلف عن مسيرة علي التي توصلنا إلى رحاب العدالة والحق. من هنا نطالب قادة العرب والمسلمين بعدم التخلي عن حقوق الامة في فلسطين ولا يقصروا في نصرة الشعب الفلسطيني المقاوم، ونجدد موقفنا الرافض لكل اشكال التطبيع مع العدو الصهيوني من منطلق انه عمل محرم وخيانة للامة وتضحيات شعوبها، ونؤكد ان فلسطين ما تزال بوصلة الصراع مع الشر والباطل.
وطالب المسلمين واللبنانيين بالاقتداء بنهج الإمام علي (ع) الذي كان يعمل لمصلحة الناس وحفظ كرامتهم وتوفير العيش الكريم لهم، و على السياسيين ان يقتدوا بالعظماء والحكماء و يرتقوا الى تضحيات المقاومين و الشهداء، فينقذوا أهلهم من مستنقع الفساد والجوع والقلق على المصير، فيضعوا مصلحة وطنهم فوق كل اعتبار ويتنازلوا لبعضهم البعض، ويبادروا الى تشكيل حكومة إنقاذية إصلاحية ولا يهمنا ان كانت سياسية او غير سياسية، وما يهمنا ان يكون همها الأول والأخير اخراج لبنان من الانهيار وحفظ النقد الوطني ولجم التدهور المعيشي واسترداد المال العام المنهوب. فالمواطن كفر بسياسة المحاصصة والرشى وتقاسم الصفقات التي جعلته متسكعا امام المصارف لاسترداد حقوقه، وهو يعاني القهر والظلم والحاجة بفعل التردي المعيشي وتخلي الدولة عن واجباتها في حماية المواطن من الجشع والاحتكار والفساد التي اوصلتنا الى ما نحن عليه من أزمات وكوارث. ان من يعرقل تشكيل الحكومة الإصلاحية الانقاذية لا يريد صلاح اللبنانيين واصلاحا لمؤسسات الدولة وهو يسهم في عملية اغراق الوطن في مستنقع الفوضى والانهيار ويضع المواطن في اتون القهر والجوع.
وهنأ قبلان اللبنانيين عموما والمسلمين بحلول ذكرى ولادة أمير المؤمنين علي(ع)، واشار الى انه في احياء ذكرى امام المتقين عود إلى رحاب الحق الذي جسده الامام علي صرخة حق وفعل جهاد ومقاومة لا تأخذه في الله لومة لائم، وعلى المؤمنين إن يعودوا الى رحاب الامام علي ليتعلموا معاني الاستقامة والرحمة والعدالة والبركة، ويسيروا على نهجه ليكونوا على بصيرة وهدى وفلاح، فهو رجل العدل الذي قال: لو ثنيت لي الوسادة لحكمت أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الفرقان بفرقانهم.