أوضح عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن، أنّ "هناك خلافًا في الآراء مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، لكنّنا غير ذاهبون إلى المجادلة أو التصعيد. علاقتنا ببكركي هذه الأيّام عاديّة، ولا نيّة للتصعيد من جهتنا، وفي الوقت المناسب يزور وفد من "حزب الله" الصرح البطريركي".
وردًّا على من يَعتبرون إنّ "حزب الله" مسؤول عن الوضع الّذي وصل إليه البلد، تساءل في حديث تلفزيوني: "هل "حزب الله" مسؤول عن السياسات الاقتصاديّة والدين العام وتهميش الزراعة والصناعة، ومنع قيام اقتصاد حقيقي في البلد؟ هل الحزب مسؤول عن ملفّات الفساد في كلّ القطاعات؟"، مشيرًا إلى "أنّني شاهد على تهميش قطاعَي الزراعة والصناعة، فما علاقة سلاح "حزب الله" بذلك؟ هل سلاح الحزب مَن قام بالهندسات الماليّة، وهل هو مَن أوقف الحفر في البلوك رقم 4؟".
وأكّد الحاج حسن أنّ "تحميل سلاح "حزب الله" المسؤوليّة، هو ظلم وتجنّ، مع التنويه إلى أنّ السلاح هو الّذي استطاع حماية لبنان من العدوَّين الإسرائيلي والتكفيري"، مبيّنًا "أنّنا دعمنا رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري لتشكيل الحكومة بسبب واقع المكوّنات اللبنانيّة. من لا يستطيع الاختيار بين الخيارات الفضلى الّتي يريدها، يختار بين الخيارات الواقعيّة". وأفاد بـ"أنّنا نختلف مع الحريري في أمور كثيرة، وفي أمور أُخرى نرى أنّ هناك مصلحة في وجوده".
وفسّر أنّ "الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله لم يخاطب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في خطابه الأخيرة، بل فكرة التدويل"، لافتًا إلى أنّه "إذا كان الهدف من التدويل هو إنقاذ لبنان، أي الإتيان بالمساعدات الخارجيّة، فهذا يستدعي تشكيل حكومة؛ والعوائق الداخليّة هي الّتي تمنع ذلك. كلّنا متّفقون على أنّنا بحاجة إلى "صندوق النقد الدولي" وإلى الدول الخارجيّة لإعطائنا مساعدات، وهذا ليس بحاجة إلى مؤتمر دولي. أمّا إذا كانت الغاية من المؤتمر أمر آخر، فنحن ضدّه". وشدّد على "أنّنا ضدّ التدويل إذا كان يتخطّى المساعدات الاقتصاديّة".
وركّز على أنّه "ليست لدينا شروط في التفاوض بموضوع تشكيل الحكومة، وما يوقف التأليف هي عقبات داخليّة. من يتحمّل مسؤوليّة التعطيل، هم الأفرقاء السياسيّين الّذين لم يصلوا بعد إلى اتفاق على التشكيل"، مشيرًا إلى أنّ "الموضوع داخلي، إلّا إذا كانت لدى أحدهم أسباب خارجيّة". وجزم أنّ "لا علاقة للمفاوضات الأميركيّة- الإيرانيّة أو للاتفاق النووي الإيراني أو لأيّ أمر له علاقة بإيران بتشكيل الحكومة، ومن لديه ذرّة دليل على أنّ إيران استخدمت الساحة اللبنانية للتفاوض مع الأميركيّين أو غيرهم، فليكشفها".
كما رأى الحاج حسن أنّ "زيارات الحريري إلى الخارج طبيعيّة"، موضحًا أنّ "المساعي بموضوع تشكيل الحكومة لا تتوقّف، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ناشط في تدوير الزوايا وتقريب وجهات النظر، وليس بحاجة إلى تكليف من "حزب الله"، ولديه قدرة على التواصل مع كلّ الجهات". وأكّد أنّ "التشكيل يحتاج إلى تذليل عقبات داخليّة باتت معروفة".
وذكر أنّ "علاقة "حزب الله" بـ"التيار الوطني الحر"، ليست علاقة تستند إلى ماذا قدّم كل حزب للآخر. يكفيني عندما أسمع ما قاله رئيس التيار النائب جبران باسيل عن الحزب في مؤتمره الصحافي الأخير، لأؤكّد عمق العلاقة الّتي تجمع الجانبين، ولن أسمح لنفسي بأن أقول ماذا قدم الحزب للتيار أو بالعكس"، مؤكّدًا "أنّنا أكثر أشخاص منخرطين في كنف الدولة، ولم نحارب في أيّ مكان خارجي إلّا في سوريا". وشدّد على أنّ "حزب الله" وسلاحه، هو الوحيد في العصر الحديث، الّذي شكّل مشكلة لإسرائيل، إلى جانب غزة".
إلى ذلك، لفت الحاج حسن إلى أنّه "لو لم يكن هناك 5 أيّار 2008، لما كان هناك 7 أيّار 2008. نحن لم نخطئ في 7 أيّار، ولم نجتاح بيروت، بل اجتحنا قرار 5 أيّار". وتمنّى من جهة ثانية، أن "تكون الحكومة قريبة، لكن الواقع غير ذلك ويتطلب التوافق بين رئيس الجمهوريّة ميشال عون والحريري". وبيّن أنّ "علاقتنا برئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان هي تحالف راسخ، بغضّ النظر عمّا تؤول إليه نتيجة التمثيل الدرزي بالحكومة. "حزب الله" مع تمثيل أوسع شريحة ممكنة من الأفرقاء في الحكومة".