اعتبر رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق القاضي غالب غانم، في حديث تلفزيوني، ان "الجميع في لبنان يتمنى ان يتحقق مبدأ استقلالية القضاء والقاضي يتأسس بمعهد القضاء الاعلى، لذا السؤال ما هي الاخلاقيات التي يأخذها والمواهب الشخصية الموجودة عنده في الاصل، لكي يستطيع مواجهة الضغوط المتعددة التي قد تقف بوجهه، وكيف يمكن لهذا القضاء ان يكون لديه الشجاعة الادبية والاخلاقية الكافية لكي يواجه"، مشدداً على انه "الى جانب استقلالية القاضي عن ذاته وعن السياسيين يوجد شيء اسمه ثقافة المجتمع المدني بجميع انشطته وهنا يجب ان يتشكل مرصد لكي يراقب العمل القضائي ولكي ينتقده عند النقد الصحيح وفي الوقت عينه لا يجب ان نقطع الامل بالحصول على القضاء المستقل، او عدم اعطاء ثقة للقضاة لان هذا الامر يشكل عامل الاحباط لدى الجميع".
وشدد غام على ان "الدستور يتحدث عن ثلاثة سلطات ويتحدث عن السلطة القضائية وكان من الممكن ان يخص الدستور السلطة القضائية ببعض التفاصيل، وفي بعض الدول يتم تخصيص السلطة القضائية في الدستور بشكل موسع اكثر، وبالرغم من الاقتضاب الحاصل نستطيع ان نستحدث قانوناً لكي نبني الاستقلال الحقيقي البنيوي للقضاء. وحتى اذا كان هناك استقلال للسلطات فهذا الامر لا يعني حصول قطيعة او ان تجلس السلطة القضائية ببرج عاجي"، لافتاً الى انه "يمكن ان تقوم القوى السياسية بإجراء التعينات في المراكز الاساسية بالقضاء كما يحصل في جميع الدول ولكن من دون ان يتأيد القاضي بتوجيهات القوى السياسية، وهذا الامر يحتاج الى شجاعة معنوية لا اكثر".