المرأة لمست ثوب يسوع
الجموع تزحم يسوع ملتفّة حوله طالبة منه الشفاء والتبرّك. والرسل يحيطون بالمعلم الذي هو غارق بين الجمع الزاحف ليرى يسوع صانع العجائب. بين هذه الجموع امرأة معها نزف دم منذ أكثر من اثنتي عشرة سنة، وقد صرفت كل أموالها على الاطباء ولم تستفد شيئاً. بقي نزف دمها يعذبها والحياء يغمرها والخجل قوتها اليومي.
تقدمت في عجقة الجموع وبخفر وايمان وحياء لمست ثوب يسوع ولم تنطق بكلمة بل قلبها صرخ الى الربّ طالباً الشفاء. انها صرخة في صمت اليد تلامس ثوب المسيح فتُشفى من نزف دمها. شعر يسوع بقوة خرجت منه فصاح قائلا: "من لمسني"؟ انه اللمس الشفائي والتبرك بينبوع النعمة والصحة والشفاء. فتعجب الرسل من هذا الكلام!.
من لمسني؟
وقالوا ليسوع: "كيف تسأل من لمسك والجموع تتلاصق بك ولا تبتعد عنك. فقال يسوع مشدداً: من لمسني لأنّ قوّة خرجت مني، وصنعت أعجوبة الشفاء، انها انتربولوجيا اللمس الشفائي، اللمس المداوي واللمس المانح البركة والنعمة، إنها الاعجوبة الخارقة لكل القواعد والانظمة.
بالصمت حصل الشفاء
هي تقدمت ولمست طرف ثوبه فقط ولم يتكلّم يسوع معها مباشرة. كيانها كان يصرخ بصمتٍ طالباً الشفاء من نزف دمها ومن معطوبيتها الجسديّة، لكنها ادركت أن أمرها لم يخفَ على الربّ فتقدمت منه بخجل وحياء كاشفة له مرضها الذي تعاني منه على مدى 12 سنة، وانها صرفت كل مالها على الاطباء ولم تستفد شيئا. فلم يبقَ لها الا يسوع الطبيب السماوي والالهي.
القوة العجائبية بلمسة يسوع
واعلنت ليسوع عن حالتها وكيف انها شفيت في الحال عندما لمست بايمان طرف ثوبه، وهو كان يقول لها "اذهبي بسلام ايمانك خلصك". النازفة لمست ثوب المسيح، يسوع لمس الانسان الابرص، وهو لمس عيني الاعمى. المرأة لمست يسوع ينبوع القوّة العجائبيّة الشفائيّة. ونعمة يسوع تلمس قلبنا.
Le Geste et la Parole
هناك لغة كاملة ودلالات كبيرة غزيرة العلاقة بين الحركة والكلمة Le Geste et la parole، بين طقس وضع اليد والنطق بالكلام المقدّس والمكرّس. بين الدهن بالزيت أو رشّ المياه، انه العلاقة بين الدلالة والمدلول بين الرمز والمعنى.
Entre significant et signifie
ونحن ننزف من الفقر والجوع ومن وباء "كورونا"، من الغلاء والفقر والجوع وارتفاع الدولار وسعر البنزين ورغيف الخبز، والبرغل واللحوم وسائر المأكولات. اما نزف وطننا الاكبر فكان تفجير المرفأ في بيروت (الّذي حصل في 4 آب 2020) وبيوتها التراثية الجميلة، واستشهاد الكثير من اهلها وفقدان البعض منهم وتدمير المدارس والمستشفيات والجامعات والمحلات التجارية وتهرب بعض المسؤولين من المسؤوليّة...
بيروت تنزف، اللبنانيون ينزفون: هجرة وفقرا وجوعاً، لبنان ينزف من عدم مسؤولية المسؤولين وترك الوطن دون حكومة والتلهّي بالثلث المعطّل والمحسوبيّات والمحاصصة.
تعالوا نلمس ثوب يسوع، ونطلب منه الشفاء لوطننا، ونسير بما طرحه غبطة السيد البطريرك ما بشارة بطرس الراعي من مطالب بالحياد والاهتمام بالقضايا الاجتماعيّة والانسانية. اذا لمسنا ثوب يسوع ستخرج منه قوّة عظيمة قادرة على شفاء كل لبنان.