تحظى المحروقات بدعم الدولة اللبنانية منذ سنوات وسعر صفيحة البنزين يرتفع وينخفض ضمن هامش محدّد ولكن اليوم إختلف الحال كثيراً فالمواطن لم يعد قادراً على اللحاقبإرتفاع الأسعار... هذا كلّه ولم يُتّخذ بعد قرار رفع أو ترشيد الدعم على المحروقات ما يعني أن الأسعار الى مزيد من الإرتفاع!.
هذا من جهة أما من جهة أخرى فهذا الارتفاع لأسعار البنزين إضافة الى الإقفال بسبب "كورونا" أدى الى رفع سعر تعرفة "السرفيس" في وقت سابق الى 3 ألاف ليرة، وتزامنا مع الإقفال الأخير الذي بدأ مع العام الجديد والاجراءات التي لم تسمح للسائقين بالاستفادةمن أكثر من 30% من سعة السيارات من الركّاب، تتجه وزارة الاشغال وبالاتفاق مع نقابة القطاع البرّي الى رفع التعرفة بنسبة تتراوح بين 20 الى 30% من التعرفة أي لتصبح 4 آلاف ليرة.
ارتفاع عالمي للنفط
"شقّان لإرتفاع أسعار البنزين، وهو إرتفاع السعر العالمي للنفط والثاني إرتفاع سعر الدولار مقابل الليرة في الأسواق المحليّة". هذا ما يؤكده ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا عبر "النشرة"، لافتاً الى "وجود 15% من كلفة استيراد المحروقات يجب أن تُدفع بالدولار نقداً، وبالتالي ومع إرتفاع الدولار في السوق السوداء فإن هذا الأمر ينعكس إرتفاعا في سعر صفيحة البنزين"، شارحاً أنه "في تشرين الثاني 2020 كان يبلغ سعر برميل النفط عالمياً 40 $ وعند إنتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة ارتفع الى 67$".
32 الف ليرة حتى اليوم؟
وتابع أبو شقرا أن "الإرتفاع للاسعار إنعكس على الأسواق المحليّة اللبنانية ففي تشرين الثاني 2020 كان سعر صفيحة البنزين (التنكة 20 ليترا) 25 ألف ليرة أما اليوم فوصل سعرها الى 32 ألف ليرة".
"سعر صفيحة البنزين يرتفع تبعاً للإرتفاع العالمي لسعر برميل النفط". هنا تشرح مصادر وزارة الطاقة لـ"النشرة" أن "جدول تركيب أسعار المحروقات يتركّز على جزء متحرك وهو السعر المرتبط بشكل مباشر بالأسعار العالميّة للنفط، أما الثابت منه فيتضمّن حصّة الموزّع 300 ليرة على الصفيحة، أجرة النقل وأصبحت 540 ليرة، عمولة المحطّة (الجعالة) وبلغت على الديزل 700 ليرة والبنزين 1900 ليرة، وأخيراً TVA على البنزين".
التعويض للسائق؟!
في حين أن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس يؤكد أن "رفع التعرفة الى 4 آلاف ليرة تقريباً هو فقط في فترة الإقفال والقرار سيوقّع من قبل وزير الاشغال ميشال نجار الأربعاء المقبل"، مشيراً الى أن "هذا القرار الهدف منه فقط هو التعويض على السائقين العموميين"، ومشددا على أن "هذا القطاع يقوم مقام الدولة في النقل العام، إذ لا وجود له ولا وجود لسكك حديد ما يعني أن الدولة اللبنانية يجب أن تلتفت الى هذا القطاع".
البنزين بـ50 ألف؟!
إذاً، يعاني المواطن من إرتفاع أسعار المحروقات ولم نصل بعد الى ترشيد الدعم، فماذا سيحصل عندها، وكيف ستصبح الأسعار؟. هنا تؤكد مصادر مطلعة على الموضوع لـ"النشرة" أنه "يجري الحديث عن ترشيد الدعم ولكن لا أحد يجرؤ على إتخاذ القرار في الدولة اللبنانية"، مشيرة الى أنه "عند القيام بهذه الخطوة فسعر صفيحة البنزين سيبلغ حوالي الـ50 ألف ليرة على سعر صرف دولار أقل من 10 آلاف ليرة أما في حال ارتفع فوق هذه القيمة فعندها سيرتفع حكماً أكثر المبلغ ولا نعرف ألى أيّ حدّ يمكن أن يصل السعر".
أما طليس فيشير الى أن "السائق العمومي هو في نهاية المطاف مواطن لبناني، من هنا سنطرح مبادرة تساعده على الاستمرار دون رفع التعرفة أكثر عبر إعطائه المزيد من الحوافز، ولكن هذا الأمر يحتاج الى قرار من الحكومة".
في المحصّلة إرتفعت التعرفة، وسعر الصفيحة البنزين الى 50 ألف ليرة وما فوق، في حين أن اللبناني عاطل عن العمل أو بأحسن الأحوال يقبض بقايا راتبا على أساس 1520 وكل الأسعار الى إرتفاع جنوني... فكيف يحيا ويعيش؟!.