بعد انقطاع لأشهر بسبب "كورونا" وتفشيها السريع والخطير، عادت الحرارة الى اللقاءات المباشرة بين ممثلي "الثنائي الشيعي" احزاب 8 آذار على نطاق محدود وضيق من باب التواصل ونقاش العديد من الملفات العالقة.
وامس كان الاجتماع مثقلاً بالقضايا المحلية والاقليمية والدولية، وكان عرض مفصل بين مختلف القوى الحاضرة ولا سيما حزب الله وحركة امل وباقي الحلفاء في 8 آذار.
وتؤكد اوساط بارزة في تحالف "الثنائي الشيعي" و8 آذار لـ"الديار" ان المعلومات المتقاطعة خارجياً توحي بتصعيد محدود ومناوشات عسكرية وامنية بين محور المقاومة والعدو الصهيوني والاحتلال الاميركي في المنطقة.
اذ يحاول الاميركي والاسرائيلي فرض معادلات جديدة في المنطقة واجراء مفاوضات حول الملف النووي الايراني والقضايا الساخنة كالملف السوري والعراقي واليمني تحت الحديد والنار ولتحصيل مكاسب سياسية واستراتيجية والتفاوض على "سلة كاملة" في المنطقة.
ولا يبدو وفق الاوساط ان ايران او محور المقاومة في وارد تقديم اي تنازلات او الخضوع لاي ابتزاز عسكري او امني او سياسي. وكذلك لا يعتقد هذا المحور ان الرئيس الاميركي جو بايدن سيغامر بحرب واسعة واقليمية او يجاري العدو الصهيوني بضربة محدودة لايران او لمنشآتها النووية.
داخلياً وبعد تردد معلومات وسيناريوهات اعلامية وسياسية وداخل اروقة بعض المسؤولين الروحيين والامنيين، عن توترات داخلية او خضة امنية كبيرة في الايام المقبلة، تؤكد الاوساط ان هذا الامر نوقش مفصلاً، ولا سيما ان هناك من ربط هذا الامر بخطاب البطريرك الماروني بشارة الراعي، والذي تناول السلاح والحالة الانقلابية وحصر السلاح بالدولة والجيش وضمناً تناول فيه حزب الله وسلاحه وكذلك بعض الردود السياسية والدينية والتي كانت مرتفعة السقف بما يتلاءم مع سقف الراعي.
وصولاً الى الايحاء ان حزب الله المستاء من كلام الراعي ومضمونه السلبي جداً، قد حرك الشارع كردة فعل اعتراضية او لاستجرار شارع مقابل شارع.
وتقول الاوساط، ان كل هذا الكلام غير صحيح وفيه الكثير من التحليل والتهويل، ومن محاولة الاستثمار ولوضع حزب الله مقابل البطريركية المارونية وما تمثله من وجدان مسيحي وما ترمز اليه من مرجعية مارونية.
وتؤكد الاوساط ان حزب الله ليس في وارد التصعيد مع احد لا مع طائفة ولا مع مذهب ولا اي طرف داخلي وهو يريد المحافظة على التهدئة الداخلية والسياسية وان اي توتر لا يخدم اي احد ويقود الى مزيد من الانحدار السياسي والاقتصادي.
وتلفت الى ان منذ اشهر عدة ولا تواصل بتاتاً بين حزب الله والراعي رغم كل التسريبات والتكهنات والتحليلات ولم يجر اي تواصل الا بعد الخطاب السبت الماضي.
وتشير الى ان هناك مساع جدية لإحياء لجنة بكركي المشتركة مع حزب الله ولترتيب لقاء لهذه اللجنة، والتي قد تمهد للقاء بين حزب الله والراعي، ولعودة التواصل بين الطرفين من منطلق حرص حزب الله على النقاش والتحاور مع الراعي في جلسة خاصة وليس في الاعلام او على المنابر. وبالتالي حزب الله ليس في وارد اي سجال او ردة فعل او تناول البطريرك او اي شخصية اخرى ولقطع الطريق على اي استثمار لخطاب الراعي وتحويله الى صراع حاد مع حزب الله والشيعة في الشارع.