لا شكّ أن إرتفاع الأسعار في السوبرماركت أثّر بشكل كبير على قدرة المواطن الشرائية، فبات الناس يتهافتون على شراء المواد المدعومة لأن سعرها أقلّ... ولكن من يسمع هذا الكلام يظنّ أنها متوفّرة دائماً وبكميّات ولكن هذا ليس حقيقياً ولا يحصل فعلاً.
في الواقع يعاني المواطن اللبناني الأمرّين نتيجة هذه المسألة، فبعض السوبرماركات يطلب منه الشراء بمبلغ كبير معيّن من السلع الموجودة لديه ليسمح له بشراء سلعة مدعومة، وفي سوبرماركت آخر تصل البضاعة المدعومة وتُخبّأ، ويقوم العمال والمسؤولون فيها بالإتصال بمن يعرفونهم فيبلغونهم بوجود مواد مدعومة لشرائها.
وهذا ليس كلّ شيء، ففي العديد من السوبرماركات قد تدخل وتخرج مرّات ومرّات دون أن تحظى بسلع أساسية مدعومة، كالزيت وبعض أنواع الحبوب وغيرها. ربما بحسب مصادر وزارة الإقتصاد السبب لا يعود الى أن السوبرماركت تخبّئ السلع بل لتهافت المواطنين على شرائها بشكل كبير، مضيفة: "نتابع أيضاً السلع المدعومة المخبّأة في المستودعات، وهذا ما حصل مع إحدى السوبرماركات التي ضبطنا فيها عدداً كبيراً من المواد فسطّرنا بحقّ مالكها محضر ضبط وفرضنا عليه أن يعرضها للبيع".
"لا يمكن أن ننسى أننا مررنا بفترة إقفال طويلة والسوبرماركت مقفلة الا للديليفري". هذا ما تؤكّده المصادر، لافتة الى أن "الناس اضطرّت الى شراء الأغراض من الميني ماركت وهناك لا وجود لمواد مدعومة". بدوره نقيب أصحاب السوبرماركات نبيل فهد يشدّد عبر "النشرة" علىوجود "طلب كبير على المواد المدعومة، ولكن يجب المعرفة أن هذه الكميات محدودة لناحية وجودها في المستودعات"، مشيراً الى أن "بعض المواد الغذائية قد تنقطع ليوم أو إثنين ولكن تعود من جديد والسبب أن الاستيراد يكون قد تأخّر".
تعود المصادر لتؤكّد أنها تتابع بشكل واسع موضوع الشكاوى التي ترد الى وزارة الاقتصاد لناحية إحتكار المواد المدعومة، وخصوصاً بما يتعلّق بالسوبرماركات التي تفرض على الناس الشراء بمبالغ معيّنة (ربّما كَخُوَّة شرائيّة) حتى يحصلوا على هذه السلع وهذا أمر لا نقبل به، مشدّدة في نفس الوقت على أن "دور وزارة الاقتصاد ينحصر في المراقبة".
"النشرة" قامت بجولة على عدد من السوبرماركات فوجدت أن هناك أصنافاً معيّنة متوفّرة كالمعلّبات وغيرها ولكن الحبوب والزيت مثلاً "انت وحظّك"، فقد تزور عدّة أمكنة لمرّات وربما لأيام ولا تجد مثل هذه الأصنا،ف وعند السؤال عن الموضوع يأتي الجواب "كل يوم مننزل، بس هلّق خلصو".
تروي مواطنة أنها تقصد إحدى السوبركات وتدخل دون إذن من المنصّة في بعض الأحيان، فوصلها أن تلك السوبرماركت قد عرضت للبيع الزيت والرز المدعوم والسخرية أن السوبرماركت قد أعادت العمل بالاذن أثناء وجود السلع المدعومة وبعد نفاذ الكمية ألغت العمل بها.
في المحصّلة المواطن اللبناني يعيش الأمرّين في هذه الأيام فهو وقع ضحية إحتكار بعض التجار اللصوص وجشعهم وإرتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض القدرة الشرائيّة، فبات مضطراً أن يتسوّل حتى لقمة العيش!.