قريباً جداً وتحديداً في الأيام الأخيرة من شهر آذار الجاري، ستنتهي سلفة الخزينة التي حصلت عليها مؤسسة كهرباء لبنان في العام 2020 بقيمة 1500 مليار ليرة. عندها ستصبح المؤسسة غير قادرة على شراء الفيول والغاز أويل لتشغيل معامل إنتاج الطاقة، ما يعني عملياً أن الكهرباء ستغيب 24/24 ساعة وأن العتمة الشاملة ستعمّ لبنان. فيما لو وصلنا الى هذا السيناريو ووقعنا في المحظور، لن يتمكن مصرف لبنان بعد هذا الوقوع من فتح إعتمادات للمؤسسة لشراء المحروقات. إذاً، من أين سيأتي الحل الذي سيجنب لبنان العتمة؟ وهل ستعلو الأصوات السياسية المعترضة عليه؟.
الحل بحسب المصادر المتابعة للملف لن يكون إلا من خلال إعطاء مؤسسة الكهرباء سلفة خزينة جديدة بقيمة 1500 مليار ليرة، غير أن سلفة الخزينة هذه لا يمكن إعطاؤها إلا بقانون يصدر عن مجلس النواب، وفي المجلس هناك بين القوى السياسية من يعترض عليها، ومن بين أبرز المعترضين هي حركة أمل التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري. فكيف يمكن أن يمر قانون السلفة الكهربائية إذا كان رئيس المجلس معترضاً عليه؟.
مصادر نيابية مواكبة تعتبر أن الحل قد يكون عبر إقتراح قانون يقدمه نواب من تكتل لبنان القوي وزملاء آخرون لهم لإقرار سلفة الخزينة الخاصة بكهرباء لبنان، وعندما تعقد الهيئة العامة في مجلس النواب جلسة تشريعية يكون هذا الإقتراح على جدول أعمالها ويتم التصويت عليه وعندها فليتحمل كل فريق سياسي معترض على السلفة مسؤولية إدخال لبنان في العتمة الشاملة. المصادر النيابية المتابعة تشدد على أن هذا السيناريو يجب أن يخطو خطواته نحو التنفيذ بسرعة أي بمعنى آخر لا يمكن ان يأخذ النواب وقتهم كي يقدموا إقتراح قانون السلفة الخاصة بمؤسسة كهرباء لبنان، لماذا؟ لأن المجلس النيابي من المتوقع أن يعقد جلسة الأسبوع المقبل لإقرار قرض البنك الدولي، وبما أن الجلسة ستعقد، يجب أن يكون إقتراح القانون بصفة المعجل مكرر على جدول أعماله، عندها لن يكون من السهل على بري عدم إدراجه على جدول الأعمال، ولن يجرؤ أي فريق سياسي على معارضة السلفة وبشكل علني داخل الهيئة العامة لأن الإعلام سيكون حاضراً داخل القاعة، وكل إعتراض سيسجل على السلفة، قد يتحول الى خبر أول يحتل عناوين نشرات الأخبار والصفحات الأولى في الصحف والمواقع الإلكترونية.
إذاً، المشكلة أبعد بكثير من مشكلة تقنين قاسٍ عانى اللبنانيون منه الأمرّين في الأيام القليلة الماضية وقد سلك طريقه الى الحل منذ مساء أمس بعدما بدأت بواخر الفيول والغاز أويل بتفريغ حمولتها في الزوق والزهراني ومن المتوقع أن تزوّد اليوم معامل الجية ودير عمار إذا تحسنت الاحوال الجوية. المشكلة مشكلة عتمة قادمة على كل لبنان إذا لم يتم تدارك الوضع قبل فوات الأوان!.