وفق المداولات الداخلية والمشاورات والاتصالات التي تلت تظاهرة السبت في بكركي، وما صدر عن بعض المشاركين من شعارات طائفية ومذهبية، وطالت حزب الله ووصفه بـ"الارهابي"، تكثفت الاتصالات لمنع اي ردة فعل من مناصري، وجمهور حزب الله والمقاومة والثنائي الشيعي.
ويكشف مسؤول كبير في حزب الله خلال جلسة خاصة، ان السقف الذي وضعه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير في 16 شباط الماضي، وضع النقاط على الحروف، ولا سيما لجهة ضبط الخطاب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحت هذا السقف يتحرك قياديو حزب الله في المناطق، ولا سيما ذات الجمهور المختلط.
ويؤكد المسؤول المذكور ان اي حزبي او موظف في اي مؤسسة امنية او عسكرية اوادارية يخرج عن سياق التعليمات التي اعطاها نصرالله للحزبيين بضرورة العقلانية وعدم الانجرار الى اي اسجال او اشكال اوالفاظ نابية او طائفية، يخالف هذه التعليمات ويجعل المكتب التنظيمي ويعرضه للفصل فوراً.
اما غير الحزبيين والمناصرين والمتعاطفين مع المقاومة ومن غير المنظمين في الحزب، يشير المسؤول الى صعوبة في ضبط، غير الشيعة من المتحمسين وحتى من الشيعة الذين يغالون في الدفاع عن المقاومة الى درجة الاساءة اليها عن غير قصد.
وذلك عبر التورط مع بعض اصحاب النوايا السيئة، والذين لهم اجندات خبيثة للمس بصورة المقاومة وجر المناصرين الى مكان سيئ ومذهبي ويؤذي الحزب ولا يفيده.
ومن منطلق هذا المعيار، يركز حزب الله وحركة امل وتحالف 8 آذار، على ضرورة ان يضبط كل حزب شارعه وجمهوره.
وتقول اوساط بارزة في "الثنائي الشيعي" لـ" الديار" ان بعد خطاب بكركي والاساءات التي اطلقها بعض المشاركين، جرت اتصالات بين المسؤولين المعنيين بالتواصل الاجتماعي في المناطق، وتم العمل بشكل حثيث على ضبط اي انفعال ومنع تمدد الانفعال من مواقع التواصل الاجتماعي الى الارض .
واشارت الى ان التحركات التي جرت في الضاحية ومحيطها، كانت محور الاتصالات والتي نجحت في منع تمددها وتوسعها الى مناطق اخرى، وكي لا يخرج الخبثاء للقول ان حزب الله حرك الشيعة للتظاهر ضد بكركي والمسيحيين.
في المقابل ومع ارتفاع سعر صرف الدولار وتحرك اللبنانيين في مختلف المناطق وخصوصاً في صور والنبطية وصيدا وطريق المطار والضاحية الجنوبية، تؤكد الاوساط ان تحالف "الثنائي" و8 آذار لم يكن له اي توجيه لجماهيره لا بالحث او بالمنع او الدعوة الى الخروج الى الشارع.
وكل من خرج من المحازبين او المناصرين وحتى من المؤيدين للمقاومة وعامة الناس خرج من تلقاء نفسه وكردة فعل طبيعية على ملامسة الدولار الـ10 الاف ليرة والانهيار الكبير لليرة والغلاء الفاحش الذي سببه التلاعب بسعر صرف الدولار، ورفعه ما يقارب ال700 او 800 ليرة ومن ثم التلاعب فيه نزولاً وصعوداً.
وحسب المعطيات التي تم تداولها وفق الاوساط، لم يتضح ان هناك اسباب غير معيشية او دفع للناس الى الشارع من دون مناسبة، فالشارع يتحرك منذ ايام بسبب الغلاء والتقنين وانقطاع الكهرباء وارتفاع السعر المحروقات وانقطاعها من الاسواق، فلم تكن تظاهرات امس الاول وبدرجة اقل امس، مدبرة او مفتعلة، ولكن يمكن دخول الاطراف السياسية على خط استثمار الاحتقان الشعبي للحث على تشكيل الحكومة وايجاد حلول لشح الدولار وتخفيض سعر الصرف.
ويمكن ان يذهب البعض الى القول ان في مناطق محددة وفي مناطق تتبع لجماهير "القوات" يهدف البعض وفق الاوساط الى استثمار التحركات الشعبية والغضبة في الشارع والمطالبة باستقالة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والدعوة الى انتخابات نيابية مبكرة.
وتقول الاوساط ان الكل متضرر منذ هذا الواقع والانهيار المعيشي والمالي والاجتماعي الكبير ولا يمكن ان تخرج قوة او حزب ساسي وان يقول انه انتصر بخروج الناس الغاضبين في ظل وضع مأساوي وعلى ابواب الفقر الشديد والعوز التي تهدد كل لبناني.
وتختم بالاوساط بالاشارة الى ان في الايام المقبلة، سيتضح مآل الامور، ويمكن الحكم على نوعية وحجم التظاهرات، وكيفية تطورها، والشعارات التي سترفعها وخطة التحرك الواضحة للمتظاهرين.
وتكشف الاوساط، ان في غياب الحلول الاقتصادية، وعدم تشكيل الحكومة، ووضع نهاية للانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، فالازمة طويلة ومستمرة وسيكون هناك تداعيات امنية واجتماعية على الناس.