توقّفت أوساط سياسيّة، لصحيفة "الراي" الكويتيّة، أمام "مضيّ بكركي في دعم الحِراك الشعبي، الّذي استظلّ بعض المنخرطين في جولته المتجدّدة الّتي انطلقت الأسبوع الماضي، بما كان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أعلنه في ندائه في 27 شباط الماضي، حين توجّه إلى شباب لبنان قائلًا "لا تسكتوا"، في سياق تعداده مختلف جوانب الأزمة اللبنانية، وبينها "الانقلاب على الدولة والنظام" والسلاح غير الشرعي، وصولًا إلى قوله في عظة الأحد إنّ "الشعب لم يعد له سوى الشارع"، سائلًا "كيف لا يثور هذا الشعب وقد أخذ سعر صرف الدولار يتجاوز 10000 ليرة بين ليلة وضحاها؟ كيف لا يثور وقد هبط الحدّ الأدنى للأجور إلى 70 دولارًا"؟، قبل أن ينتقد بحدّة "السلطة الفاشلة"، إذ "كنّا نتطلّع إلى أن يصبح اللبنانيّون متساوين في البحبوحة، فإذا بها تساوي بينهم في الفقر".
ولاحظَت أنّ "مواقف البطريرك الراعي جاءت على وقع ارتسام محاولاتٍ باتت أكثر وضوحًا، لركوب جهات داخليّة موجة الاعتراض الشعبي على انفلات سعر صرف الدولار وتشظّياته الاجتماعيّة، بهدف تحقيق "أجندات" سياسيّة تراوح قراءاتها بين حدّ ضيّق داخلي يرتبط بالحساسيّات المتراكمة بين أركان السلطة، وحدّ أوسع متّصل بالبُعد الإقليمي للواقع اللبناني، من باب السعي لفَرض حكومة بشروطٍ تمنع استدراج شراكة دوليّة بإدارة مرحلة الإنقاذ في لبنان، تكون على حسابِ النفوذ الإيراني الأوسع في "بلاد الأرز".
وتوقّفت الأوساط نفسها عند "مشهديّةٍ أطلّت برأسها ليل السبت - الأحد، مع تسجيل تحرّكات وقطع طرق وحرق إطارات في الضاحية الجنوبية لبيروت وعلى تخومها، مع تسجيل أعمال شغب، وسط تَداوُل أشرطة فيديو لشبّان يهتفون "يلا يلا ع بعبدا"، وآخَر لعشرات الدرّاجات الناريّة أُشيع أنها توجّهت إلى القصر الرئاسي، وأنّ لواء الحرس الجمهوري وُضع في جهوزيّة كاملة تحسُّبًا لاقترابها من تخوم بعبدا".
في هذا الإطار، قلّلت بعض الأوساط القريبة من فريق 8 آذار، من "ما شهدته بعض مناطق الضاحية"، لافتًا إلى أنّها "تعبير عن إنهاك الناس من الواقع المعيشي، وأنّها حركة عفويّة غير منظَّمة"، مذكّرةً بأنّ "حزب الله سبق أن أَوعز إلى مناصريه ومحازبيه بعدم النزول إلى الشارع".