رأى عضو هيئة تنسيق الثورة العميد الركن المتقاعد جورج نادر، أنّ "كلام قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أمام أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى وأعضاء المجلس العسكري، صرخة بوجه العابثين بالمؤسسة العسكرية، الّتي باتت اليوم وحيدة في خطّ الدفاع عن السيادة والشعب، ورمز وحدة البلاد وركيزة العيش المشترك"، مشيرًا إلى أنّ "موقف قائد الجيش سواء لجهة دفاعه عن حقوق العسكريّين، أم لجهة تعامله مع الثورة، يشرّف ويعبّر عن وطنيّة قَلّ نظيرها".
ولفت في حديث صحافي، إلى أنّ "عدم تدخّل الجيش لقمع المظاهرات، ناتج عن شعوره بوجع الناس، الّذي هو مِنهم ولهم، خصوصًا أنّ العسكري بات بفعل تدهور العملة الوطنيّة، تحت خطّ الفقر ويعاني ما يعانيه من عوز وجوع، وبالتالي لا يمكن لجائع أن يقمع جائعًا ويمنعه من إيصال صرخته، أو من التعبير عن رفضه لسلطة فاسدة أوصلت البلاد إلى الإفلاس والانهيار"، مركّزًا على أنّ "الجيش ليس لحماية المسؤولين الفاسدين، بل لحماية الدولة والشعب أيّا كان المعتدي عليهما".
وأكّد نادر أنّ "بيان القصر الجمهوري، بأنّ قطع الطرقات تعدٍّ على المواطنين، مرفوض بالشكل والمضمون، وذلك لأنّ مجرّد وجود سلطة فاسدة، هو تعدّ صارخ كامل المواصفات على الشعب"، معربًا عن استغرابه أن "تصف السلطة غضب الناس، بالعدائيّة، في وقت تعتدي هي في كلّ يوم وساعة على كرامة الإنسان في لبنان، وذلك من خلال اعتدائها السافر على لقمة عيش اللبنانيّين، وعلى أمنهم الاجتماعي والصحّي والتربوي والبيئي، ناهيك عن اعتدائها بدمّ بارد على أموال المودعين في المصارف".
وأوضح أنّ "على أهل السلطة إذا كانت لديهم ذرّة كرامة، أن يستقيلوا فورًا من مناصبهم الّتي احتلّوها رغم أنف الشعب، بفعل سياسة المحاصصات والمقايضات والتسويات السياسيّة، "كلن يعني كلن"، فاللبنانيّون يموتون جوعًا، فيما السلطة قد صمّت آذانها عن سماع صوت الفقراء، وأعمت بصرها عن رؤية الواقع المأساوي داخل العائلات، وتفرّغت في المقابل للعبة تناتش الحقائب الوزاريّة والمناصب السياسيّة والإداريّة".
كما بيّن أنّ "الثورة وإن تراجعت بعض الشيء، إنّما ستستمرّ وستكون لها خطوات تصعيديّة مفاجئة، ولن تخمد نارها حتّى رحيل المنظومة الحاكمة، بدءًا باستقالة مجلس النواب، وإقرار انتخابات نيابية جديدة تعيد إنتاج سلطة وطنيّة نظيفة وكفوءة، تُخرج اللبنانيّين من الجحيم الّذي أدخلوا إليه. "حلّوا عنّا إنتو وأحزابكم الطائفيّة والمذهبيّة".