أشارت صحيفة "التليغراف" البريطانيّة، في تقرير عن الانتخابات الفلسطينية وإعلان ابن شقيقة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ناصر القدوة، تحدّيه للرئيس الحالي محمود عباس، إلى أنّ "القدوة دعا في تصريحات لمراسل الصحيفة في الضفة الغربية جيمس روثويل، إلى القضاء على الفساد ووضع قيود صارمة على فترات الرئاسة"، ورأت في ذلك "تحدّيًا نادرًا لعباس، وسيتسبّب في صداع للرئيس الفلسطيني البالغ من العمر 85 عامًا، قبل أوّل انتخابات في الأراضي الفلسطينية منذ 15 عامًا".
ولفت القدوة إلى "أنّه يجري محادثات حول حركة سياسيّة جديدة تأمل في خوض الانتخابات إلى جانب القائد الفلسطيني المسجون لدى إسرائيل بالمؤبد، مروان البرغوثي"، مبيّنًا أنّ "في هذه المرحلة، إذا ترشّح البرغوثي، فسأدعمه". وأوضحت الصحيفة أنّ "القدوة والبرغوثي لطالما كانا من أبرز المرشّحين المحتملين لخلافة عباس في الرئاسة، لكنّهما يفكّران الآن في حركة سياسيّة انفصاليّة يمكن أن تشكّل تهديدًا لحزب "فتح" الّذي يتزعمه الرئيس في انتخابات هذا الصيف".
وركّزت على أنّ "القدوة يُعدّ عضوًا قديمًا بارزًا في اللجنة المركزيّة لـ"حركة فتح" ووزير خارجيّة سابق، وخلال الفترة الّتي قضاها في الأمم المتحدة كمراقب فلسطيني، أصبح مقرّبًا من الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان". وذكرت أنّ "السلطة الفلسطينية لم تنظّم انتخابات تشريعيّة أو رئاسيّة منذ 2006 و2005، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى التوتّرات المريرة مع "حركة حماس" المنافسة، الّتي تسيطر على قطاع غزة".
وأفاد القدوة، بأنّ "خاله عرفات، كان سيكون غاضبًا جدًّا من عدم إقامة عمليّة ديمقراطيّة، إذا كان على قيد الحياة اليوم". وكشفت الصحيفة أنّ "استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ البرغوثي، الّذي لعب دورًا مهمًّا في الانتفاضة الثانية، يتمتّع بشعبيّة بين الفلسطينيّين، ويمكن أن يكون لديه ما يكفي من الدعم لهزيمة عباس. وبالنسبة للقدوة، فكونه ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني المعروف بأبو القوميّة الفلسطينيّة، يمكن أن يستحوذ على عدد كبير من الأصوات الّتي ستذهب إلى مرشّحي عباس".
كما شدّد القدوة على أنّ "كلّ شيء يحتاج إلى التغيير في الأراضي الفلسطينية، ولا سيّما أنظمة الرعاية الصحيّة والتعليم فيها"، مؤكّدًا أنّ "إحدى الأولويّات الرئيسية للحركة، ستكون محاربة الفساد بجديّة في الأراضي الفلسطينية". وركّز على "ضرورة أن تتمسّك أي سلطة فلسطينيّة مستقبليّة بفترة زمنيّة محدّدة مدّتها أربع سنوات، وبعدها تقام الانتخابات، "لقد سئم السكّان من تأجيل الانتخابات مرارًا وتكرارًا".