وجه الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار الأنطوني رسالة في عيد المعلم جاء فيها "ذات يوم، وفي لقاء مع الاسرة التعليمية في اوغندا، بدأ قداسة البابا فرنسيس كلمته التوجيهية قائلا: "المعلم ما أجمل هذا اللقب". ولفت الى انه "اليوم، وفي عيد المعلم، أعود لأردد ذات القول متخطيا كل انعكاسات الأزمات المتلاحقة على وطن، وكأنها مطبوعة به او مكتوبة ومرسومة له".
اضاف:" نعم، في هذا الزمن الصعب: "ما أجمل لقب المعلم". يكفي إنه اللقب الذي حمله "فادي الانسان" يسوع، "مخلص العالم الأوحد"، وهنيئا لمن يتزين به اليوم، لا بل، وبالرغم من كل ما يعانيه، طوبى له". تابع:" صحيح اننا في زمن اشتياق الاسرة التربوية لتلتقي مع بعضها البعض لتعيد قاعات الصفوف والاجتماعات وإلى ملاعب المدارس وإلى الأجواء المدرسية نبض الحياة الذي ينعشه المعلمون والمعلمات بإبداعاتهم الخلاقة، وبقناعتهم أن "التربية تقوم على علاقة مباشرة بينهم وبين المتعلمين"، كما ورد في شرعة التربية والتعليم".
واشار الى انه "صحيح كل ما سبق، وصحيح أن هذا الاشتياق، المسحوب أيضا على أجواء الزمالة "والاخوة الإنسانية"، يعزز العمل معا على تزويد الأجيال الطالعة بالعلم والثقافة والمعرفة، وبخاصة لتحصينها بالقيم، لتستطيع مواجهة التحديات وتراكمات الفساد في سعيها حاليا ومستقبلا، لبناء المجتمع الأفضل".
واشار الى ان "عيد المعلم اليوم، المطبوع بهذا الاشتياق، يؤكد على دور المعلم والمعلمة، المميز والفريد، للحضور إلى جانب تلامذة اليوم، مسؤولي الغد، ليصنعوا قيامة "الوطن الرسالة، لبنان الكبير"، الذي فشل العديد من السابقين، وبسبب أنانياتهم ومصالحهم الخاصة وضعف حسهم الوطني، في الحفاظ عليه، وفي أن يقال عن أي مواطن فيه: "طلعته كلبنان، فتى كالأرز" (نشيد الأناشيد 5/ 15)، او "له رائحة كلبنان... وذكره كخمر لبنان" (هوشع 14/5 - 7)".
واعتبر انه "في عيد المعلم نتطلع إلى الوطن الذي يرصف حجارة بناء أجياله المعلم والمعلمة، ولكننا نتطلع أيضا إلى الانسان لكي ندعم مسيرته ونحفظ حقوقه ونحمي كرامته. وإذا كنا اليوم في زمن الأزمات وزمن ضعف الموارد، وانهيار العملة اللبنانية، وضعف الرواتب لتأمين العيش الكريم، فنحن مدعوون إلى التضامن لأنه وحده يسهل علينا البقاء معا والمشاركة في تحمل الخسائر والبحث عن سبل مواجهة الواقع الصعب ليسند واحدنا الآخر".
واضاف:" إذا كان الاقصاء غير مقبول والتشكيك مرفوضا، فمقاومة الإحباط أساس للترقي في ابتداع سبل جديدة تعزز، وبحسب شرعة التربية والتعليم، "التوعية الموضوعية على المشاكل كافة... وترسيخ روح العدالة والمصالحة والسلام وتنقية الذاكرة من البغض والتفرقة والتنابذ".
وقال:" وقانا الله من الأنانية ومن النزعة إلى التقوقع لأن كلاهما أشد فتكا بالإنسان من جائحة كورونا، التي نأمل أن ننتصر عليها قريبا، لنعود ونسير معا على دروب التربية والتعليم دون خوف ولا تباعد".
استذكر في يوم المعلم وأنا أعايد أحبتي أفراد الهيئة التعليمية، ما ورد في الميثاق التربوي الوطني الشامل لغبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وأتوقف عند بعض ما ورد في الميثاق التربوي العالمي الذي أعلنه قداسة البابا فرنسيس في 15 تشرين الأول 2020، إذ اعتبر أن "التربية هي دائما عمل رجاء تدعو إلى تحويل منطق اللامبالاة العقيم إلى منطق آخر مختلف قادر أن يعزز انتماءنا المشترك... إنها، أي التربية، أحد أكثر الطرق لأنسنة العالم والتاريخ، وهي المضاد الطبيعي للثقافة الفردية. نعم حان الوقت لننظر إلى الامام بشجاعة ورجاء. ليؤيدنا في ذلك اقتناعنا بأن بذرة الرجاء تسكن في التربية: "رجاء السلام والعدالة، ورجاء الجمال والصلاح، ورجاء الانسجام الاجتماعي".
وتساءل او "ليس الميثاقان المذكوران واحدا من الدلائل على اهتمام الكنيسة بالتربية والتعليم، ودعوة ملحة نلتزم التجاوب معها بمسؤولية وتعاون لنواجه الأزمات المتعددة الوجوه، اقتصادية كانت أم سياسية أم صحية...؟".
واعتبر ان "بهذه الأقوال الطيبة التي زودنا بها قداسة البابا فرنسيس أقدم، باسم الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية وهيئاتها وإدارات المدارس، لأحبتي أفراد الهيئة التعليمية، كل التهاني بيومهم المبارك مؤكدا لهم، لا الاستعداد لنناضل معا من أجل خير الجميع ومصلحة الجميع وحسب، وإنما ايضا الاعتراف بجميلهم لأنهم ثبتوا في رسالتهم النبيلة معتبرينها أولوية الاولويات. وهل ننسى تعبهم لتأمين التعليم عن بعد بحرفية وجودة وأيضا بصبر؟ط.
اضاف:" إنهم بناة الغد المشرق يؤسسونه على التضامن مع جميع مكونات الأسرة التربوية التي إن بقيت موحدة نبقى كلنا، وإن صمدت متكاتفة بوجه العواصف، وما أكثرها اليوم، نستمر معا ونواصل صنع المعجزات بالشهادة للحق والخير والجمال".
وختم:" انهم يستحقون أن أعود وأكرر مرة جديدة: المعلم ما أجمل هذا اللقب".