أعادت حركة "حماس" في قطاع غزّة، انتخاب يحيى السنوار قائداً لها في القطاع، لولاية ثانية، تمتد حتى العام 2025.
لم يكن فوز السنوار ليتحقّق بسهولة، بل احتاج إلى جولة رابعة للانتخابات جرت أمس (الأربعاء)، نال فيها (167 صوتاً)، مُتقدّماً على مُنافسه القيادي في "حماس" نزار عوض الله، الذي نال (147 صوتاً).
لم يستطع أي من المُتنافسين في جلسات الانتخاب الـ3، التي جرت أمس الأول (الثلاثاء)، واتسمت بالمُنافسة الحادّة، تأمين نسبة الحسم (النصف +1) - أي (161 صوتاً) من أصوات أعضاء مجلس الشورى في قطاع غزّة، البالغ 320 ناخباً.
- في الجولة الأولى: نال السنوار (155صوتاً) وعوض الله (144 صوتاً).
- في الجولة الثانية: نال السنوار (159 صوتاً) وعوض الله (146 صوتاً).
- في الجولة الثالثة: نال السنوار (160 صوتاً) - وكان يحتاج إلى صوت واحد حتى يفوز - وعوض الله (150 صوتاً).
بقيت 10 أصوات لم ينل منها السنوار أو عوض الله أي صوت، وتوزّعت بين اقتراع بورقة بيضاء أو غياب عن جلسة الانتخاب.
وكانت أعداد المُصوّتين ترتفع في كل جولة اقتراع، ما يُشير إلى الاتصالات المُكثّفة التي جرت على صُعُدٍ عدّة، وتجاوزت قطاع غزّة إلى قيادة "حماس" في قطر.
انحصر التنافس في المرحلة ما قبل النهائية بين 5 قياديين، هم: السنوار، عوض الله، محمود الزهار، فتحي حماد وزياد الظاظا.
لكن في الجولة النهائية استقر التنافس بين السنوار وعوض الله.
بعد فوز السنوار بالانتخابات، قام بزيارة منزل مُنافسه عوض الله، بحضور عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" خليل الحية.
وبارك عوض الله للسنوار رئاسته الحركة في غزّة، وقال: "إنّ قيادة الحركة تقف مع السنوار في كل موقع وموقف لتحقيق أهداف مشروعنا وحركتنا".
وأكد "الوجود في أي موقع تختاره قيادة الحركة لمُواصلة البناء والعمل على تحرير الأرض وتحقيق أهداف الحركة"، داعياً "جميع الذين شاركوا في العملية الانتخابية ومنحوا ثقتهم للسنوار، وجميع أبناء الحركة إلى أنْ يعملوا ويكونوا صفّاً واحداً إخوة مُتحابين لرفعة راية الحركةْ ومُواجهة التحديات التي تُواجهها".
وشدّد عوض الله على أنّ "المُنتصر في هذه الانتخابات هي فلسطين و"حماس" و"شورى حماس" ووحدة هذه الحركة".
إلى ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في تصريح له بعد إعلان النتيجة أنّ "انتخابات "حماس" عكست موقع ومكانة الحركة في الخارطة السياسية الفلسطينية كشريك في قيادة المشروع الوطني".
وشدّد على أنّ "انتخابات الحركة التي يُشارك فيها عشرات الآلاف من الإخوة والأخوات وفق لوائح ونظم داخلية، وتحت إشراف لجان انتخابية ورقابة قضائية، هي انتخابات حقيقية وليست صورية".
ورأى أنّ "إلتزام الحركة بدورية انتخاباتها الداخلية كل أربعة أعوام، يُؤكد الإيمان العميق بمبدأ تداول السلطة والاحتكام للصندوق، ما يُؤكد جدية الحركة في الانتخابات التشريعية القادمة والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني".
وختم هنية: "إنّ قرار الحركة هو العمل مع الكل الوطني على إنجاح هذه الانتخابات والمُضي بها حتى النهاية بشفافية ونزاهة ويقبل بنتائجها الجميع".
في ضوء فوز السنوار، من المُتوقّع أنْ تستمر السياسة ذاتها، التي تنتهجها حركة "حماس" في قطاع غزّة، منذ انتخابه قبل 4 سنوات، خاصة في ما يتعلق بملفات:
- العلاقة بفصائل المُقاومة.
- المُصالحة الفلسطينية.
- التنسيق مع مصر.
- التهدئة مع الاحتلال.
- التفاوض بشأن أسرى الاحتلال لدى "حماس"، مُقابل إطلاق الاحتلال سراح الأسرى الفلسطينيين في سجونه.
هذا، وتستكمل "حماس" عملية انتخاب القائد العام لها والمكتب السياسي ومجلس الشورى، حيث يُعتبر قطاع غزّة معقلاً رئيسياً للحركة ويُشكّل ثقلاً في انتخابات المكتب السياسي والشورى.
ومن المُتوقّع أنْ تتم إعادة انتخاب هنيّة رئيساً للحركة لولاية ثانية، على اعتبار أنّه في الجزء الأول من ولايته كان في قطاع غزّة (بين انتخابه بتاريخ 6 أيار/مايو 2017 ومُغادرة القطاع بتاريخ 2 كانون الأول 2019).
على أنْ تتم أيضاً إعادة انتخاب صالح العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي، وفي الوقت ذاته قائداً للحركة في الضفة الغربية، التي جرى إنجازها.
كذلك أنجز الأسرى في سجون الاحتلال انتخاباتهم، وأسفرت عن انتخاب سلامة القطاوي قائداً لهم، ليخلف محمد عرمان، الذي تولّى المُهمة مرّتين.
أما في الخارج، فمن المُرجّح انتخاب رئيس المكتب السياسي السابق للحركة خالد مشعل في المنصب الذي يتولاه حالياً ماهر صلاح.