اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة في خطبة الجمعة، أنه "في يوم البعثة النبوية، علينا أن نتذكر تعاليم النبي محمد الداعمة للإنسان والمركزة على حقوقه، وهذا ما ترجمته مدينة النجف الاشرف باستضافتها اللقاء التاريخي بين المرجعية الاسلامية الشيعية والمرجعية المسيحية في العالم، حيث رسما الخطوط العريضة لحفظ الانسان المكرم من السماء، في زمن يعتمد أهل السياسة في لبنان أساليب لم تجلب لنا سوى المزيد من الويلات والكوارث، ففي وقت يتبادل المسؤولون الاتهامات ويزايدون على بعضهم بالتنظير السياسي وتلميع الصور ببعض الوعود الفارغة، بينما المواطن يئن من الفقر والعوز ليس له حول ولا قوة الا ان ينظر الى بلده كيف ينهار، واهل السلطة يتسابقون في التنظير السياسي والاقتصادي والتفنن في اختراع العناوين ليس الا للتعمية".
وسأل: "أين اصبحت الحكومة، لا نسمع سوى اقتراحات ومبادرات هل يعقل أن نبقى نتفرج والبلد يغرق"، وقال: "اتقوا الله ايها السياسيون، مصلحة الوطن والمواطن توجب عليكم الاسراع في تأليف حكومة تكون قادرة على البدء بحد أدنى من العلاج، لوقف التدهور في قيمة العملة الوطنية. إن مصلحة البلد والناس تسقط أمامها كل الاعتبارات والحسابات الطائفية والمذهبية، فالمزيد من الانتظار يعني شطب الوطن، ودفع القوى الخارجية للاستثمار والحرائق".
أضاف: "لقد حذرنا ونحذر من لعبة الخارج التي تغتال البلد وتنهي وجوده. لنجلس سويا لنجتمع على كلمة سواء، الناس لا يريدون شعرا ولا شعارات، بل يريدون خبزا ودواء، يريدون كهرباء وماء، يريدون عملا". وسأل "أين هي العدالة الإجتماعية في رواتب تتناقص وبضائع مدعومة لا تتوفر في الاسواق وتحتكر من التجار".
وتابع: "نكرر، الوضع لم يعد يحتمل، نحن أمام انفجار اجتماعي في ظل الاستمرار في السياسات التي اوصلتنا الى ما دون خط الفقر، والى اليوم الذي اصبحنا نرى فيه الناس تأكل من النفايات، وتحرم من رغيف الخبز، حيث نشهد كل أسبوع سرقة من وزن ربطة الخبز".
وطالب "بتصحيح الأجور ورفع الحد الأدنى لها بشكل علمي وموضوعي، بما يعيد القيمة الشرائية للأجر"، متمنيا أن "يؤتي الحراك الاقليمي أكله بعد عجزنا عن حل مشاكلنا بأنفسنا".