إنّ الانسان المخلع إنسان بحاجة الى الاخرين، حملوه وأتوا به الى يسوع ولم يستطيعوا الوصول لكثرة الناس المجتمعة لتسمع الربّ. فصعدوا الى السطح ودلّوه من هناك أمامه. واندهش يسوع من ايمانهم وقال للمخلع: مغفورة لك خطاياك، فذهل الجميع من هذا الذي يقدر أن يغفر الخطايا؟ وهل يغفر الخطايا الا الله؟ ولأن الناس كانوا يعتقدون ان سبب المرض هو الخطيئة، بادر يسوع الى غفران الخطيئة أوّلاً ومحوها بالشفاء. فاعتقد الناس انه لن يقدر على الشفاء فالتجأ الى الكلام عن مغفرة الخطايا. ولأنّه كان عارفا بنواياهم قال للمخلع "قم إحمل سريرك وامشِ" فقام على الفور وحمل سريره ومشى أمام ذهول الجموع.
قم واذهب...
وقال يسوع انني قادر على غفران الخطايا وصنع الشفاء بالقول للمخلّع: "قم احمل سريرك واذهب الى بيتك" فنهض المخلع قائما وعاد الى بيته.
نلاحظ ان فعل قام يرجع كثيرا في النص الإنجيلي، وهذه دلالة على الوقوف وابتداء مسار العودة الى الله بالتوبة وبطلب الرحمة والشفاء. انها عملية شفائيّة تأخذ مسارها من هذا النهوض والوقوف ليبدأ مشوار العودة.
مخلع أنا فاشفيني
مخلع أنا، وانا بحاجة الى من يحملني ويساعدني للذهاب الى يسوع. نحن بحاجة الى الاخرين ليحملوننا بصلواتهم ومساعدتهم وكلامهم، ويطرحوا افراحنا وهمومنا وخطايانا وضعفنا ومعطوبيتنا وجراحنا النفسية والجسدية أمام يسوع. مفكّكُ النفسية والعظام انا، فارحم يا رب تخلّعي كما رحمت المخلّع وقل لي: قم احمل نفسك وجسدك وتعال الي.
بيروت مدينة مخلعة
بيروت مدينة مخلّعة ممزّقة بسبب تفجير المرفأ الّذي حصل في الرابع من آب 2020. كلّ شيء تدمر وتهدم، واستشهد ابناؤها موتًا وحرقًا أو تمزقًا أو طمرًا تحت أركام المنازل الاثرية الجميلة. بيروت حزينة لعدم القادمين إليها ولا من يعزيها، "قل يا سيّد لبيروت. قومي من رمادك وامشي مغفورة لك خطاياكِ". بيروت التنوّع والنوعيّة، بيروت ملتقى الاديان والحضارات والشعوب، بيروت الحرية والسلام إشفها يا رب.
لبنان وطن مخلع
الوطن الصغير لبنان بلد الأرز مخلّع، الفقر والجوع والمرض يضرب أهله المطحونون تحت ثقل غياب المسؤولين عنهم. الأسعار المرتفعة الغالية تسحق ظهور جميع الناس. الليرة اللبنانية انهارت. الودائع وتعب الناس ضاعت في المصارف. الهجرة أخذت الكثير من الأشخاص وخصوصًا الشباب والصبايا. الوطن الصغير مهمل على جوانب دروب العالم ولا سامريٌ يحمله ويسعفه. يا يسوع إنّ لبنان الوطن ليس له من يحمله إلا انت.
قل له لِيَقُمْ وينهض ويعود الى ازدهاره والى ماضي ايّامه السابقة. قل له قُمْ احمل سريرك وامش لتعود لك ايام الفرح والخير والسلام.
يا رب إشفِ جميع المرضى وابعد عنا وباء وبلاء هذه الجائحة القاسية علينا "كورونا". ارجع الإعمار الى بيروت التي دمّرها التفجير الوحشي الكبير اعطِ لبنان ان يبقى وطن التنوع والنوعيّة الحضاريّة والتعدديّة والعيش المشروع وان يبقى رسالة سلام بين الامم.