أوضح سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الخازن، أنّ "ليس كلّ دعم تقوم به الفاتيكان، يتمّ الإعلان عنه، خصوصًا عندما يتعلّق بالشقّ الاقتصادي أو التربوي أو الإنمائي"، مؤكّدًا أنّ "دعم الفاتيكان متواصل، وجاهز للقيام بأيّ دور دبلوماسي، لكن المشكلة اليوم هي عبر أيّ باب يمكن الوصول إلى الوضع اللبناني".
ولفت في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "الفاتيكان يدعم أيّ مبادرة للإنقاذ في لبنان، من بينها المبادرّة الفرنسيّة أو غيرها"، مستبعدًا "حصول مبادرة مستقلّة من الكرسي الرسولي تجاه لبنان، منفصلة عن المطروح على الصعيد الدولي"، مبيّنًا أنّ "المطروح هو كيفيّة المساهمة في المساعدة والإنقاذ، عبر أيّ مبادرة يمكن أن توصل إلى نتيجة، ولا أعتقد أنّ هناك حاليًّا مبادرات مطروحة غير المبادرة الفرنسيّة".
وأشار الخازن إلى أنّ "هناك أزمات مرتبطة بالوضع اللبناني وتخصّ اللبنانيّين، كالأزمة الاقتصاديّة الماليّة، ومن الصعب أن يأتي أحد من الخارج ويحلّ مكان اللبنانيّين في مسائل عديدة". ورأى أنّ "موضوع تشكيل الحكومة يفتح الطريق لمزيد من العمل المباشر، إن كان بالنسبة للفاتيكان أو لأي جهة أُخرى تريد مساعدة لبنان"، مركّزًا على أنّ "من ثوابت الفاتيكان، الاهتمام بلبنان الرسالة الّذي تكلّم عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وأصبحت هناك نظرة أشمل وأعمق حول الوضع اللبناني والأزمات الّتي يعاني منها، وسيكون هناك متابعة لها".
وفسّر أنّه "ليست كل مبادرة أو موقف يسير على التوقيت المحلّي. نحن لدينا أولويّات وجدول أعمال وتوقيت، والعالم الخارجي لديه جدول أعماله وأولويّاته وتوقيته"، موضحًا أنّ "الجانب الدولي الخارجي لا يمكنه القيام أو المساعدة بأيّ شيء يتعلّق بلبنان، إلّا عبر الدولة والحكومة اللبنانية". وذكر أنّ "فرنسا هي الدولة الوحيدة الان الّتي لديها طرح تجاه لبنان ومتابعة، والدليل ليس فقط زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرّتين إلى البلد، بل أيضًا كلّ المواقف المرتبطة. حاليًّا، أصبحت المبادرة الفرنسيّة هي الممرّ الإلزامي للمجتمع الدولي".
وأعلن أنّ "بتقديري، لا أحد سيقوم بمبادرة جانبيّة، ولا تنافس بين فرنسا ودول أخرى ومنها الولايات المتحدة الأميركية. الإدارة الأميركية الجديدة في تناغم أكبر مع فرنسا وتعاطيها مختلف عن سابقتها"، مشدّدًا على أنّ "العلاقة بين الكرسي الراسوي وبكركي جيّدة والتواصل دائم، لكن في الوقت نفسه، الفاتيكان لم يتّخذ أيّ موقف رسمي معلَن من طروحات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وهذا لا يعني أنّ هناك موقفًا سلبيًّا، لكن أيّ موقف يُطرح في لبنان أو في أيّ دولة أخرى، يكون الكرسي معني به".
كما شرح الخازن، أنّ "الفاتيكان لا يتّخذ مواقف متسرّعة، ودوائره متنوّعة ومتخصّصة، وتدرس الملفّات بدقّة، وتحديدًا لأنّ هذا الموضوع مرتبط بلبنان، فهو يأخذ بعض الوقت، وإذا هناك موقفًا رسميًّا فسيتمّ الإعلان عنه". وركّز على "وجوب التمييز بين الشأن الوطني أو السياسي، والشأن الكنسي. في الشأن الكنسي، الكنيسة المارونية جزء من الكنيسة الجامعة، الّتي على رأسها البابا فرنسيس. وحتّى في الشأن الكنسي، هناك هامش واسع للكنيسة المحليّة. أمّا في الشأن السياسي، فهناك استقلاليّة للبطريركية المارونية بمواقفها"، مذكّرًا بأنّ "تاريخيًّا وقبل نشوء الكيان، أخذت الكنيسة المارونية مبادرات بالشأن الوطني أو السياسي، كانت محوريّة ومصيريّة، إن كان في عام 1920، أو في القرنين التاسع عشر والعشرين".
إلى ذلك، بيّن الخازن أنّ "زيارة البابا فرنسيس إلى العراق كانت مؤجَّلة منذ سنوات، وكانت ناجحة على الصعد كافّة، وسيكون لها مردود إيجابي على العراق والمنطقة، وعلى كلّ موضوع الحوار والتواصل المطلوب في رسالة الأديان"، كاشفًا عن أنّ "هناك نيّة وإرادة لدى البابا بزيارة لبنان، ولكن في الوقت نفسه وبحسب معلوماتي، ليست هناك زيارة مرتقبة في وقت قريب أو قصير، وأي زيارة ستحصل يتمّ الإعداد لها قبل وقت طويل".