من المقرر، ان يصل ممثلو الفصائل والقوى الفلسطينية الى القاهرة اليوم الاثنين، لعقد الجولة الثانية من الحوار الوطني على مدى يومين (الثلاثاء والاربعاء) برعاية مصريّة، لبحث انتخابات المجلس الوطني استكمالا لجلسة الحوار الاولى التي عقدت يومي 8 و9 شباط الماضي، وانتهت ببيان مشترك من 15 نقطة، مهّدت الطريق أمام إجراء انتخابات المجلس التشريعي التي أجريت آخر مرة قبل 15 سنة.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان جلسة الحوار ستتناول الاتفاق على عدد اعضاء المجلس الوطني، وسط توجه واضح بان يتقلص اعدادهم الى النصف ايّ الى نحو 350 عضوا، موزعين بين الداخل نحو 150 عضوا والخارج وساحات الشتات نحو 200 عضوا، ويكون من بينهم مستقلون ونخبة من شرائح المجتمع الفلسطيني لاعطائه زخما وقيمة مضافة، على اعتباره بمثابة "برلمان" منظمة التحرير الفلسطينية بكل حيثياتها، واولى الخطوات على طريق تفعيل وتطوير المنظمة بمشاركة وتوافق الكل الفلسطيني.
واشارت المصادر، الى أنّ كافة القوى الفلسطينية المُنضوية في اطار "مُنظّمة التحرير الفلسطينية" وعلى رأسها حركة "فتح" والمُجمّدة العضوية منها أيّ "الصاعقة"، "القيادة العامة"، ومَنْ لم تنضم إليها بعد اي حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ستشارك في الحوار دون اي مقاطعة، على الرغم من تحفظ "الجبهة الشعبية" على البيان الختامي السابق، وقرار حركة "الجهاد الإسلامي" عدم المشاركة في انتخابات "مسقوفة باتفاق أوسلو، وربط "القيادة العامة" قرارها بالنتائج وما سيتم الاتفاق عليه لجهة تفعيل منظمة التحرير وتعزيز البرنامج الوطني المقاوم".
وسيترأس وفد "فتح" أمين سر اللجنة المركزية للحركة اللواء جبريل الرجوب، ووفد "حماس" نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري، ووفد "حركة الجهاد الاسلامي" عضو المكتب السياسي محمد الهندي، ووفد الجبهة الديمقراطية نائب الأمين العام فهد سليمان، وفد من الجبهة الشعبية نائب الامين العام ابو احمد فؤاد، ووفد "جبهة التحرير الفلسطينية" الامين العام واصل ابو يوسف ونائبه ناظم اليوسف (الذي غادر من لبنان).
وتأتي جولة الحوار الثانية في القاهرة بعد التوافق الثنائي الذي جرى بين حركتي "فتح" و"حماس" وازالة الشرط الّذي تمسكت به "حماس" طوال الحوار مع "فتح"، وهو إجراء الانتخابات بالتزامن وليس التوالي ووفق مهل زمنية محددة، والذي ترجم باصدار الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" مراسيم تحديد مواعيد إجرائها: التشريعية في 22 أيار، والرئاسية في 31 تموز، والمجلس الوطني في 31 آب من العام الجاري، بينما جرت آخر انتخابات فلسطينية للمجلس التشريعي (البرلمان) مطلع 2006، وأسفرت عن فوز "حماس" بالأغلبيّة، فيما سبقها بعام انتخابات للرئاسة وفاز فيها الرئيس محمود عباس.
قسم الكورونا
الى جانب الحوار، تستكمل مستشفى الهمشري التابعة لـ"جمعية الهلال الاحمر" الفلسطيني في لبنان خطواتها العملية ومعركتها الطبية في مواجهة فيروس "كورونا"، بافتتاح قسم خاص رسميا في مبنى المستشفى الكائن على طريق المية ومية–صيدا، بعد تعاون وثيق بين الجمعية وسفير دولة فلسطين اشرف دبور، ولجنة الحوار اللبناني الفلسطيني برئاسة الوزير السابق حسن منيمنة، وبعض المتبرعين من الدول المانحة.
وتكتسب خطوة افتتاح القسم اهمية كبرى في ظل موجهة التفشي الذي تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان مع ارتفاع اعداد المصابين والوفيات، حيث تأتي استكمالا للخطوات التي قام بها فريق "كورونا" في المستشفى لجهة الزيارات الميدانية لجميع المرضى في مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية ومعاينتهم ومتابعتهم وتقديم ما يحتاجون اليه من رعاية طبية، بعدما كانت المستشفى من اولى المستشفيات في مدينة صيدا التي ادخلت اليها فحوصات PRC مع بدء ازمة كورونا في شباط من العام 2020.
ويؤكد رئيس فريق "كورونا" في المستشفى الدكتور زياد ابو العينين لـ"النشرة"، ان القسم الخاص بالكورونا سيكون في الطابق الخامس من المستشفى والذي كان يجري تجهيزه لعمليات القسطرة (تمييل القلب) بدعم مباشر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتخفيف من معاناة ابناء شعبنا في لبنان، وهو مؤلف من 6 غرف عناية فائقة، و18 سريرا عاديا، بعدما كنا نستقبل المرضى في قسم العناية الفائقة وقسم الاطفال نظرا للحاجة والضرورة"، موضحا انه جرى تجهيزه بدعم من صندوق التعاون الالماني عبر جمعية التنمية للانسان والبيئة (UNDP) بالتعاون مع لجنة الحوار اللبناني-الفسطيني وسفارة دولة فلسطين وجمعية الهلال الاحمر، مؤكدا انه سيجري ظهر اليوم افتتاحه رسميا بحضور شخصيات نيابية وسياسية وطبية ودبلوماسية.
وخلال تفقده القسم قبيل الافتتاح حيث اطلع من مدير المستشفى الدكتور رياض ابو العينين على اللمسات الاخيرة، أكد السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور على اهتمام وحرص الرئيس الفلسطيني "ابو مازن" على متابعة اوضاع الشعب الفلسطيني، منوها بجهود الطواقم الطبية والتمريضية والاسعافية في مستشفى الهمشري وجمعية الهلال الاحمر، ووقوفهم الى جانب ابناء شعبنا في اصعب الظروف الصحية وباللحم الحي، داعيا الى التنبه والالتزام بالاجراءات الوقائية التي تقررها المنظمات والوزارات الطبية، مشددا على ضرورة التكاتف والتعاضد والتعاون لتمرير هذه المرحلة الدقيقة، شاكرا كل الذين ساهموا في تجهيز القسم لتخفيف معاناة المرضى.
تصعيد الاحتجاجات
مقابل هذا الاهتمام الطبي، تصاعدت وتيرة التحركات الاحتجاجيّة السياسية والشعبية رفضا لغياب الاونروا ودورها في الرعاية واتباع سياسة ادارة الظهر لمواجهة أزمتي "كورونا" والضائقة المعيشية، حيث أكدت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، انه لولا دفع الرواتب من قبل حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية بالدولار، اضافة الى موظفي وكالة "الاونروا" وبعض الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في الوسط الفلسطيني، لكانت الناس ماتت جوعا، في ظل التقصير الفاضح وارتفاع نسبة البطالة والغلاء وارتفاع الاسعار ارتباطا بالازمة اللبنانية، متوقعة ان تتواصل التحركات من اجل الضغط أكثر على الادارة للاستجابة لمطالب اللاجئين في تأمين حياة كريمة مع استمرار رفع شعار "مستمرون حتى تحقيق مطالبنا من الأونروا"، و"ارحل يا كلاوديو كوردوني".