رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان انه "نعيش اليوم وسط نيران شعبية وبراكين محمومة تكاد تأخذ البلد لا بل أخذته إلى واد سحيق لا قرار له، البلد الآن يعيش لحظة مصير مشكوك، ووضعية غامضة جدا، سيما أن موقعه من خريطة الحصار الأميركي الخانق يحتل مركزا متقدما، ما يؤكد أن عملية إفقار البلد واستنزافه بلعبة الدولار والتجار والفجار وكل أدوات الاحتكار قائمة على قدم وساق، في ظل دولة مغيبة ومشلولة، وسياسة مهترئة، ومسؤولين غير مكترثين، لا بل هناك من يساهم بتهميش دور الدولة وفشل مؤسساتها وإداراتها بهدف حماية جزاريها وشركائها في نهب الثروات والموارد والودائع وتحويلها ثروات خاصة بهم في مصارف وكيانات مالية خارجية".
وشدد على أن "الحل بالتغيير الجذري، ولكنه قد لا يكون متاحا الآن لاعتبارات وضغوط كبيرة إقليمية ودولية، لذا ندعو إلى قيام حكومة، وظيفتها وقف الانهيار ومنع المزيد من السقوط إلى أن تأتي الانتخابات وهي على الأبواب، وعلى الناس حينذاك أن تحدد وجهة البلد وموقعه على خارطة المنطقة، لأن ما يجري داخل البلد هو معركة منطقة بامتياز، والأميركي جزء أساسي فيها بمؤازرة بعض الشركاء في الداخل، وللأسف لا يهمهم من يجوع أو يموت، ولا يعنيهم كل هذا الفقر وهذا القهر، ولا كل هذا الإذلال الذي يعيشه المواطن أمام المصارف ومحطات البنزين وأمام السوبرماركت والأفران وأمام الصيدليات والمستشفيات، ما يهم هذه السلطة هو إحكام السيطرة على سطوتها وعلى تحكمها وعلى حصصها وعلى صفقاتها، سلطة الامتيازات والشعارات والعناوين التي يندى لها الجبين أمام هول هذه العاصفة الاجتماعية المخيفة التي باتت تنذر بالانفجار الكبير. لذا، وبدافع الحرص على هذا البلد ومنعا لسقوطه والوصول به إلى مكان لا يمكن العودة منه، أنصح الجميع بحكومة، ولو حكومة ربط نزاع بأسرع وقت، يكون من أولوياتها وقف هذا الحريق ولو بحده الأدنى، لأن أي حكومة بخلفية تصفية حسابات ومصالح انتخابية وطموحات رئاسية تعني مشروع فتنة يرعاها الأميركي في لبنان والمنطقة، ويعاونه على ذلك انقسام اللبنانيين العامودي والأفقي، وبعض ممن لا زالوا يراهنون على أمريكا وسياساتها العدوانية والانحيازية ضد المنطقة وشعوبها وبالخصوص لبنان تحت عنوان السيادة والحرية والاستقلال".
وأشار إلى أن "الكلام عن الأساطيل والتدويل وحماية الحدود الشرقية وعسكرة البلد عبر جيوش وأدوات دولية يعني زيادة الشروخ بين اللبنانيين وإغراق البلد بفتن لا تبقي ولا تذر"، معتبرا ان "استمرار لعبة التحدي وتقاذف المسؤوليات ببيانات من هنا وردود من هناك لن توصل إلى قيام حكومة، ولا الى حلول، ولن تؤمن الحقوق لأحد، وحينئذ على لبنان السلام".