عرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، الاوضاع العامة مع السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري، لا سيما بعد زيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأخيرة الى العراق والأثر الذي تركته المنطقة بشكل عام، وتركيزه على أهمية الحوار بين مختلف المكونات.
واشار المونسنيور سبيتري الى ان الكرسي الرسولي "يهمه في الوقت الحاضر التوصل الى حل لتشكيل الحكومة واجراء الإصلاحات، من دون ان ننسى مكافحة الفساد، التي يذكرها البابا فرنسيس على الدوام، وحتى رئيس الجمهورية مقتنع بسلوك هذا المسار لمكافحة الفساد".
وعن زيارة البابا فرنسيس الى لبنان، قال المونسنيور سبيتري "ليس هناك من موعد بعد لهذه الزيارة. واعتقد انكم سمعتم كلام البابا فرنسيس ، فهو مقتنع ويريد ان يأتي. ونحن علينا ان نعدّ الأمر".
وبعد اللقاء، ادلى السفير البابوي بالتصريح التالي الى الصحافيين: "تشرّفت بلقاء فخامة رئيس الجمهورية واجرينا جولة افق حول الوضع الاقليمي لا سيما بعد زيارة الاب الأقدس البابا فرنسيس الى العراق، الذي اعطى املا الى اخوتنا واخواتنا العراقيين، من مسيحيين ومن الطوائف الاخرى، كاصدقائنا المسلمين والازيديين والصابئة... فالجميع كانوا في أور. وكان الامر بمثابة مثال الى المنطقة بأسرها. وآمل ان يكون ذلك بالنسبة الى العراق ولبنان. ولقد شاهدنا أيضا أهمية لقاء البابا فرنسيس مع آيه الله السيد السيستاني، إضافة الى صلاته في الموصل، في قلب الدمار حيث ردّ على الحقد برسالة سلام وتضامن واخوّة".
أضاف: "تحدّثت مع فخامة الرئيس على أهمية الحوار. وتذكرون انّ البابا فرنسيس يشدّد دائما، سواء في وثيقة الاخوة الإنسانية التي وقّعها في ابوظبي او في مختلف تعاليمه، على الحوار الذي يجب ان يشكّل القاعدة لكافة نشاطاتنا، ليس فقط بين مختلف الأديان وقادتها، ولكن أيضا ضمن العائلة الواحدة وبين السياسيين لا سيما من اجل التوصل الى حل لتشكيل الحكومة. ولقد تمنيت التوصل الى حل سريع لهذه المسألة. وما يتوقف عنده الكرسي الرسولي في الوقت الحاضر هو التوصل الى حل لتشكيل حكومة واجراء الإصلاحات، من دون ان ننسى مكافحة الفساد، التي يذكرها البابا فرنسيس على الدوام، وحتى رئيس الجمهورية مقتنع بسلوك مسار مكافحة الفساد".
اضاف "لقد تطرقنا أيضا الى اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار التي تبنّتها الأمم المتحدة، ودعم مختلف الدول لها. لكن للأسف فإنه بسبب الجائحة حصل التريث بالأمر، كذلك بالنسبة الى مسألة السياحة والسياحة الروحية حيث كان هناك الكثير من المشاريع. ونحن نتطلّع الى استعادة الزخم لمساعدة هذا الوطن".
ثم دار حوار بينه وبين الصحافييّن، فاسئل عمّا اذا كان هناك من موعد لزيارة البابا الى لبنان، بعدما اعلن عن وعده للقيام بمثل هذه الزيارة، في طريق عودته من العراق. فأجاب: "ليس هناك من موعد بعد لهذه الزيارة. واعتقد انكم سمعتم كلام البابا فرنسيس، فهو مقتنع ويريد ان يأتي. ونحن علينا ان نعدّ الأمر. وقد تكلمنا بهذا الصدد مع سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي. ويمكن ان تكون هناك زيارات من قبل الكرسي الرسولي للتحضير للزيارة. سنرى. نحن في بداية الامر، ونحن في اكثر من تمني بل امام قرار من قبل البابا فرنسيس."
وسئل عمّا اذا كانت هناك من مبادرة يمكن للفاتيكان ان يقوم بها لحل الأزمة اللبنانية؟ أجاب: "هناك العديد من المبادرات حتى الآن. ونحن ندعمها كلها، ونسعى للحوار مع الجميع، ومع كافة اللاعبين الأساسيين . ولكن لا يمكن ان نتكلم على مبادرة بمعنى المبادرة من قبل الكرسي الرسولي في هذا الاتجاه".
وسئل عن مواصلة المساعدات التي يقدّمها الكرسي الرسولي في الآونة الأخيرة للبنان، فأجاب: "نعم هناك استمرارية لها، وقد ذكرت لفخامة الرئيس ذلك. وتعرفون انّ الكرسي الرسولي ليس مثل الدول العظمى، لكننا قمنا بأرسال مساعدات عديدة السنة الماضية، لا سيما بعد انفجار مرفأ بيروت. ونحن نشكر الله على اننا حصلنا على المزيد من المساعدات التي قمنا بتوزيعها. ونحن نشهد على اعادة اعمار المستشفيات التي تقوم بخدمة الجميع، إضافة الى مساعدة المدارس والمواطنين. والآن نفكّر في ارسال الادوية، رويدا رويدا، ذلك ان هناك نقصا مروعا فيها. ونبحث في المساعدة في هذا الاطار. وانكم تعرفون حتما حجم المساعدات التي تقوم بها كاريتاس ومختلف الهيئات الكاثوليكية في لبنان، في خدمة جميع اللبنانيين."