أشار عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب فيصل الصايغ، إلى أنّ "من الواضح أنّ اللقاء الأخير بين رئيس الجمهوريّة ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري في قصر بعبدا، لم يخرج بنتائج، بل بقي كلّ منهما على مواقفه، إن كان الحريري لجهة تشكيل حكومة من 18 وزيرًا من اختصاصيّين من دون ثلث معطّل، والرئيس عون لجهة تمسّكه بإمكانيّة تشكيل حكومة أوسع مع ثلث معطّل".
ولفت في حديث تلفزيوني، إلى أنّ "هذا اللقاء ترك مجالًا أيّام عدّة، وكأنّ عون والحريري لم يكونا يريدان الخروج بصورة سوداويّة أمام اللبنانيّين، خصوصًا مع ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل كبير، فكسبا بعض الوقت"، معربًا عن اعتقاده أنّ "سعر صرف الدولار تراجع مؤخّرًا بسبب بعض التهديدات والضغوطات على حاكم "مصرف لبنان" رياض سلامة وبعض الإجراءات الّتي أخذها، وليس بسبب لقاء عون- الحريري".
وأكّد الصايغ "أنّنا لا نزال مكاننا في ملف تشكيل الحكومة، للأسف"، مبيّنًا أنّ "هناك تفسيران لدعوة الرئيس عون للحريري بهذه الطريقة: التفسير الأوّل هو أنّ الدعوة أتت بناءً على الضغط الفرنسي وحديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التحذيري عالي النبرة، والتهديد المبطّن الفرنسي بعقوبات، والتفسير الثاني أنّ الدعوة حصلت بهذا الشكل لأنّ الرئيس عون والفريق الّذي يمثّله مع "حزب الله" يريدون الذهاب إلى خطّة "ب"، ولا بدّ من استنزاف الخطّة "أ"، وهذا توضّح أكثر في خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله أمس، الّذي تكلّم خلاله عن الاحتمالات ما بعد فشل الحكومة".
وأوضح أنّ "شهدناه في اليومين الماضيَين، هو تقاذف للمسؤوليّات وتبرئة للذات، وللأسف لازلنا على الهامش وبالطبع ستكون هناك محاولات ولكن في الوقت الحالي لن تنجح"، وذكر أنّ "رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط كان واضحًا عندما قال "ندعو إلى التنازل وصولًا إلى التسوية". وشدّد على "أنّنا ضد فكرة العزل والانعزال، والتواصل موجود على مستويات مختلفة مع الاحتفاظ بمبادئنا، والمطلوب من عون والحريري التنازل وصولًا إلى التسوية، الّتي ستكون لصالح الشعب اللبناني وصورة اللبنانيّين؛ والأمر يحتاج إلى بُعد وطني لبناني وتضحية".
كما ركّز الصايغ على أنّ "موضوع سعر صرف الدولار معقّدـ وهناك عوامل كثيرة تتدخل فيه مثل المضاربة والصراع السياسي والواقع الاقتصادي"، مفيدًا بأنّ " هناك نوعًا من الضغوطات تمارَس على سلامة، بالتساوي مع الموضوع الحكومي، لإعطاء رسالة أنّ سعر صرف الدولار يمكن أن يتراجع دون تشكيل حكومة ودون علاج سياسي حقيقي، وسلامة لا يملك عصا سحرية".
ورأى أنّ "الشعب أصبح مخطوفًا"، مشيرًا إلى أنّ "علينا تشكيل حكومة وأنا مع أن يكون مبدأ النأي بالنفس مذكورًا في بيانها الوزاري، لفتح نافذة على الدول العربية وعلى العالم، وإعطاء رسالة أنّ لبنان قرّر أن ينأى بنفسه عن صراعات المنطقة". وأكّد أنّ "المبادرة الفرنسيّة قائمة، وهناك صدمة فرنسيّة دوليّة ممّا يحصل في لبنان، فرغم الانهيار الكبير وخطر المجاعة وكل ما يحصل، يجدون أنّ المسؤولين يختلفون على وزير بالزائد أو بالناقص".