لفتت مصادر سياسية مواكبة إلى أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط جدّد بعد لقائه الرئيس ميشال عون تمسّكه بالمبادرة الفرنسية، وهو أراد أن يوجّه من بعبدا رسالة إلى باريس عنوانها أنه لن يفرّط فيها، وأنه يضغط لوضعها موضع التنفيذ، وبالتالي فهو يعلّق أهمية على توافق عون مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ولا يمانع في زيادة عدد أعضاء الحكومة شرط التقيُّد بالإطار العام للمبادرة.
وأكدت ان جنبلاط يُبدي قلقه الشديد حيال تعثّر تشكيل الحكومة، وأن همّه الحفاظ على البيت الدرزي وعدم تعريضه للأخطار الأمنية، وهذا ما يعكس تشدّده ضد قطع الطرقات سواء على طريق الساحل المؤدي إلى الجنوب أو الآخر الذي يربط بيروت بالبقاع عبر الطريق الدولية.
وشددت المصادر في حديث لـ"الشرق الاوسط" على ان رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال على موقفه الداعم للحريري، وأن بعض ما طرحه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا يشبهه سياسياً، لكنه يحرص على عدم تعريض البيت الشيعي لأي اهتزاز يمس بالوضع الأمني. ورأت أن لدى "حزب الله" مشروعه السياسي بخلاف "التقدّمي" الذي يبقى مشروعه الوحيد محصوراً في عدم جرّ البلد إلى المجهول والاستجابة لمطالب اللبنانيين من معيشية واجتماعية.
ورأت أن عون ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وحدهما مَن يقفان إلى جانب نصر الله لأنه بطروحاته يتيح لرئيس الظل، أي باسيل، الخروج من الحصار السياسي بعد أن أقحم نفسه والعهد القوي في اشتباكات لم توفّر أحداً من الذين اختلف معهم، مؤكدة أن لدى نصر الله مشروعاً سياسياً يتجاوز الساحة اللبنانية، خصوصاً أنه يربط الحل الداخلي بالصراع الدائر في المنطقة.