اعتبرت أوساط مطلعة لصحيفة "الراي" الكويتية، أن "بيان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، هو بيان انكسار الجَرّة مع رئيس الجمهورية ميشال عون"، موضحةً ان "جوانب مما شهدتْه الساعات الفاصلة عن الاجتماع الذي لم يستمر لأكثر من 20 دقيقة، كانت بمثابة كمائن جديدة من فريق رئيس الجمهورية وإمعاناً في محاولة إحراج الرئيس المكلف لإخراجه، مستفيداً من هامش المناورة الواسع والإسناد الكبير الذي وفّره له الهجوم الشامل الذي شنّه الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في الملف الحكومي".
وفي ضوء كلام الرئيس المكلف وردّ القصر الذي أرفقه بنشر لائحة الأعمدة التي قدّمها إلى الحريري، حذرت الأوساط من "تداعيات هذا التدافع الخشن على مجمل الواقع اللبناني، ولا سيما أن ما بدا لقاء الوداع، أقلّه لفترة، جاء مدجّجاً بفتائل صراع دستوري يُخشى أن ينزلق إلى المربع الطائفي، فيما البلاد تصارع الانهيار المخيف وسط تزايُد مشاهد معارك السوبرماركت بين المواطنين على مواد مدعومة والخشية من اضطرابات أمنية مع استعادة الدولار تحليقه وعودة مشهدية قطع الطرق بدءاً من بيروت بعد ظهر أمس".
وفي حين كانت الأوساط ترى أن ما يحصل في الملف الحكومي "يؤكد المؤكد لجهة وجود قرارٍ بالضغط على الزر الأحمر في لبنان لا يمكن عزْله عن ترسيم الخطوط الحمر في المنطقة"، لاحظتْ أن "الحريري صامد وراء مواصفاته للحكومة، رغم الانطباع الذي أوحى بأنه بعد اندفاعة نصرالله وتحييد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط نفسه، بات شبه «وحيد في الساحة".
وفي أعقبا تصريح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ذكّرت الأوساط بما سبق أن أعلنه الرئيس ايمانويل ماكرون الأسبوع الماضي من "اننا سنحتاج في الأسابيع المقبلة، بوضوح شديد، إلى تغيير مقاربتنا ونهجنا حيال لبنان"، على وقع تلويح مصدر ديبلوماسي فرنسي بأن "زمن العقوبات على السياسيين اللبنانيين قد اقترب بالتعاون مع الطرفين الأوروبي والأميركي".