رأى العلامة السيد علي فضل الله أن "من حق اللبنانيين أن يشعروا بالفجيعة أمام خفة المسؤولين واستهتارهم بألآم المواطنين محذراً من دخول البلد في دوامة من الفتن والفوضى الاجتماعية".
وفي درس التفسير القرآني الأسبوعي، لفت إلى انه "تبيّن للبنانيين بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على التكليف أن آخر ما تفكر فيه الطبقة السياسية هو وضع الناس حتى لو وصل البلد إلى حدود المجاعة الكبرى والانهيار الكامل، وأن التمترس خلف العناوين الطائفية هو للحفاظ على النفوذ الذاتي أو الحزبي حتى لو أدى الأمر إلى سقوط آخر مقومات البلد".
وعبر عن خشيته من "أن يقود المسار الأخير الذي سارت فيه الأمور البلد نحو تصعيد سياسي وطائفي، بعد أن اتخذ الصراع الرئاسي عنوان الحفاظ على الصلاحيات ومكانة هذه الطائفة أو تلك في السلطة، ما يغذي العصبيات والتطرف، في وقت أخذت تتصاعد المخاوف من فوضى اجتماعية تنقل البلاد من التجاوزات الفردية في عمليات العنف والسرقة والتعرض للناس والاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة إلى التجاوزات الجماعية، وأن يقود هذا الارتفاع الجنوني للدولار والأسعار الناس إلى خيارات خطيرة وصعبة وإلى تفلّت للأمور على مسارها بعد شعور الأكثرية الساحقة من الناس باليأس وغياب الأمل وانسداد كل الطرق وسقوط الثقة الكاملة بالمسؤولين، ما يتيح للكثيرين ممن يصطادون في الماء العكر استغلال هذه الظروف لإحداث قلاقل أمنية طالما حذر منها وزير الداخلية".
وأكد "ضرورة احتواء هذه الأوضاع المتوترة والقابلة للانفجار"، داعيا "كل المسؤولين والقيادات المخلصة إلى عدم اليأس في البحث عن المخارج الإيجابية، وأن تعيد القيادات المعنية حساباتها بأن يقوم كل منها على الاعتراف بهواجس الطرف الآخر، والعودة إلى الحوار البعيد عن الانفعالات والعصبيات وأوهام الغلبة، وتقديم التنازلات لمصلحة إعادة بناء الدولة، وحماية الوطن من خطر الانهيار وحفظ الكيان من الانفجار".