أشار سفير لبنان لدى الفاتيكان فريد الياس الخازن، إلى أننا لسنا بلدا فقيرا، ولسنا بلدا على الهامش، بل في لبنان أموال وهناك مغتربين متمولين، لكن هناك مشكلة فعلية هي فقدان الثقة، فاللبنانيون لم يعودوا يثقون بالدولة، والخارج أيضا لا يثق بلبنان، وأنا لمست رغبة خارجية بمساعدة لبنان، وما من مساعدات للبنان خارج إطار الشفافية والاصلاحات المطلوبة وهذا الأمر ينطبق على كل دول العالم".
واعتبر السفير الخازن في تصريح تلفزيوني، أن "طبيعة الأزمة في لبنان بالأساس اليوم هي أزمة مالية اقتصادية، ثم سياسية، ونشكر الله أن الأزمة ليست عسكرية، وهذه الطبيعة تختلف عن كل الأزمات التي مررنا بها في السابق، فبزمن الحرب كان الخارج يدعم فلان وفلان وفق مصالح معينة، واليوم إن كان عندنا دين عام أو هدر أو فساد، من في العالم سيأتي ليدعم؟".
ولفت سفير لبنان لدى الفاتيكان الى أن "بين دول العالم، الدولة الوحيدة التي دعمت لبنان دون مقابل هي الفاتيكان، وهناك مساعدات للبنان في الموضوع التربوي والاستشفائي وإمكانيات الفاتيكان محدودة في هذا الإطار ولا قدرات ضخمة لديه ورغم ذلك يساعد، وهناك تعب من المجتمع الدولي بسبب لبنان لأن لبنان مر بأزمات كبيرة في جيل، من حروب واجتياحات وغيرها، وصولا الى انفجار المرفأ في الرابع من شهر آب من العام الماضي، فقبل انفجار المرفأ لم يكن لبنان موجودا بالإعلام العالمي ولم نكن خبرا، ولكن بعد الإنفجار أصبح موجودا".
واعتبر الخازن أن "طرح الحياد من قبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هو صرخة بوجه الوضع المتردي والإنهيار، ولأننا وصلنا الى مأزق، وهذا الطرح بالنسبة للفاتيكان لا موقف سلبي لكن لا موقف معلن من هذا الطرح والسبب هو أنه في أي موضوع يستجد يخضع لدراسة وبحث وليس موقفا إرتجاليا، وأنا في هذا الموضوع أعرف أنهم لا يمكنهم السير على توقيتنا، لا الفاتيكان ولا غيرها من الدول، ومن حق البطريرك أو أي أحد طرح فكرة جديدة، ولا يجب التخوين على الإطلاق، فالتخوين مرفوض".
ولفت الى أنه "كان هناك دائماً طرح لإبعاد لبنان عن المحاور منذ الاستقلال حين قيل بلا للشرق ولا للغرب وتوجد عدة أنواع من الحياد، والعامل المستجد والاهم اليوم على الازمة اللبنانية هو الحرب في سوريا التي تحوّلت الى ساحة نزاع والمطلوب الحياد عن الاصطفافات".
واعتبر الخازن أن "اتفاق الطائف لا يزال صالحا للبنان وأي نظام يحتاج الى تعديلات وكل من يريد رمي اتفاق الطائف فليخبرنا كيف".