اعتبر مسؤول العلاقات العربية الدولية في حزب الله عمار الموسوي، أن "ملف العلاقات الخارجية في حزب الله هو ملف كبير ونشط وفاعل ويتابع عمله بصورة يومية، والإنطباع لدى البعض حول أن حزب الله محاصر هو غير دقيق، فهناك فريق يدعي بأن حزب الله ليس منفتحا على أي جهة إقليمية ودولية وعرضة لعقوبات وتصنيف على لائحة الإرهاب، والحقيقة هي ليست على هذه الصورة أبدا، نعم هناك دول قامت بتصنيفنا على لائحة الإرهاب بضغوط إسرائيلية أميركية، لكن نحن نعرف وهم يقولون بأن هناك رفض من العديد من الدول لتصنيف حتى الجناح السياسي لحزب الله إرهابيا، وذلك رغم الضغوط المذكورة".
وأشار الموسوي في مقابلة تلفزيونية، أن "الفكرة المشاعة أن حزب الله يعاني من حصار وتطويق وتضييق غير صحيحة، ومن هنا تأتي الزيارة الى موسكو وهي تتويج لمرحلة من التواصل والتعاون، وتجمعنا بالأصدقاء الروس علاقات منذ ما قبل الـ2010، وبقي التواصل معهم، ووزير الخارجية الروسي سابقا ميخائيل بوغدانوف التقى مرتين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند زياراته إلى لبنان، والعلاقة استمرت، خصوصا أنه كان هناك تعاون كبير لمكافحة الإرهاب ومنع سقوط الدولة في سوريا بيد الإرهابيين، وسيكتب التاريخ إنجازات حزب الله وروسيا في سوريا".
وأشار الموسوي إلى أن "دعوة روسيا لحزب الله ليست مفاجئة، ولم نطلب الزيارة ليس لأننا لا نريدها بل لأن ما نريد أن نقوله لموسكو كنا نقوله بالطرق المتاحة، وأتت الدعوة من الأصدقاء في موسكو ربما لأن هناك تطورات تحتاج مزيدا من التشاور عن قرب وهذا ما لمسناه وهذا لا يغير من أين جاءت الدعوة من قبلنا أو من جانبهم، ونحن لبينا الدعوة بكل محبة، خصوصا وزير الخارجية ومساعده ثم رئيس مجلس الشيوخ الروسي وفي الدوما، وكانت اللقاءات تعبر عن مستوى عالي من الإهتمامات، ويمكن أن نتكلم عن أصدقاء حقيقيين بين "شركاء" حقيقيين".
وأعلن أنه "سمعنا تقييم وتحليل من البعض حتى من قبل أن يغادر الوفد بيروت، ورأيت أن اللبنانيين انقسموا ما بين يعتبر أن الزيارة هي الفتح المبين وآخرين قالوا بأنها للتوقيع على القطيعة بين حزب الله وروسيا، والحقيقة ليست كذلك، فكل ما يشتهيه المغرضون لا صحة له على الإطلاق، نحن تناولنا الملف السوري وكان هناك توافق بنسبة 90 بالمئة، ونحن سنكمل شركاء هناك، ونحن موجودون في قاعدة حميميم، والعمل على أن ما تحقق في سوريا هو انتصار ويجب أن نعمل على تتويجه بمكاسب سياسية، عبر عودة سوريا والعملية السياسية لوضعها الطبيعي، بالإضافة الى إعادة إعمار سوريا، وبالتالي التأويلات عن خلف بيننا وبين الروس من قبل البعض هو كلام فارغ من مغرضين".
وأكد مسؤول العلاقات العربية الدولية في حزب الله، أنه "لم نناقش بالمق ملف علاقات حزب الله بأميركا الا أن هذا الملف يخيم على كل اللقاءات، ونحن نتداول بالعقوبات الأميركية على الروس وعلى حزب الله وعلى لبنان، وخصوصا أن الأميركي له اليد الطولى بالوضع في لبنان، وهذا الأمر كان يخيم على المباحثات، وخصوصا في محاولة محاولة الإستفراد والعربدة كيف يمكن بناء علاقات تواجه الأميركي لأن اليوم هناك ملفات خرجت من يد الأميركي والإسرائيلي في المنطقة منها مثلا الملف اليمني، إذا فالأمور في المنطقة تتشكل من جديد وهناك فرصة لمواجهة العربدة والهيمنة الأميركية".
واعتبر الموسوي في حديثه، أن "الروس ليس لديهم أفكار مسبقة ومبادرة إنما لديهم رغبة كبيرة بالدفع باتجاه تسهيل عملية ولادة الحكومة في لبنان، ولكن دون أفكار مسبقة، وكانوا مشجعين بالمضي قدما بالعملية السياسية، ونحن نرى بأن المشكلة قسم كبير منها داخلي، ولم نشعر أن هناك انحياز روسي بمسألة الحكومة، بل أحبوا أن يسمعوا رأينا، وكرروا أنهم يدعمون ما يتوافق عليه اللبنانيون، والبيان عكس هذا الجو، وكان معقولا بمقاربة أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية".
وردا على سؤال حولما إذا تم الحديث مع الجانب الروسي بشأن توريد لقاحات الى لبنان، أكد الموسوي أنه "حملنا بتكليف من القيادة في حزب الله، من ضمن الأمور التي سنبحثها، ملف اللقاحات وإن كان هناك إمكانية لتوريد لقاحات الى لبنان، وفاجؤونا هم بالموضوع قبل أن نفتحه نحن، وأبلغونا بأن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن سيزور موسكو وسيتم ترتيب أمور اللقاحات على قدم وساق، وبالرغم من الصعوبات قالوا بأنهم مهتمون وسيلبون حاجة لبنان بحسب إمكانياتهم، وسمعنا عن استيراد مليون لقاح وهي ليست عملية تجارية بل سياسية وهي في صلب العلاقات اللبنانية الروسية".