اعتبر المفتي حسن شريفة ان "الواقع المأزوم الذي تمر به البلاد يتطلب قرارات جريئة وتاريخية من المسؤولين فالأزمة السياسية التي انعكست سلبا على العملة الوطنية وتردى بعد ذلك الوضع المعيشي والنتيجة أحكام قبضة البؤس على رقبة المواطن الذي لا حول له ولا قوة ، الا ان ينظر الى وطنه المتلاشي أمام عينيه".
وفي خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، سأل "لماذا إضاعة الفرص والامعان في الدخول في لعبة المحاصصة وذبح البلد بسكين الثلث المعطل في وقت بات كل شيء فيه معطل ، بدءا من سعر صرف الدولار بتجاوزه المعقول وليس انتهاءا بالسلع الأساسية من أدوية وحليب الأطفال التي اصبح الحصول عليها من الطموحات ، وبات تكرر مشاهد المواطنين يقفون في طوابير الذل لشراء سلعة مدعومة وباتت إشكالات التنازع على كيس حليب او سكر مشهداً يومياً، فهل يعقل ان تصل الأمور الى ما وصلت اليه والسياسيون غارقون بالاختلاف على جنس الملائكة مع انهم يعلمون أن التاريخ لم ولن يرحم كما ان الشارع لا يرحم والانفجار الاجتماعي ينذر بعواقب وخيمة، لتنطلق عجلة التشكيل التي تأخرت كثيراً وباتت مكلفة ايضاً كثيراً لتستعيد الدولة دورها داخلياً وخارجياً لتأمين دعم المجتمع الدولي والبدء بتحقيق الإصلاحات المنشودة، من خطة تنهض بالاقتصاد الوطني وتوفر العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية".
وشدد المفتي شريفة على ان "لبنان بلد صغير تنعدم فيه مقومات الاكتفاء الذاتي ولا يمكنه ان ينعزل عن محيطه وأضاف اننا نقدر ونثمن الخطوة التي قامت بها دمشق أمس بدعم لبنان بالاكسجين وهي تشكل رسالة عملية إلى ما يمكن القيام ان يقوم به لبنان على مستويات عديدة، من أجل تخفيف حدة الأزمات صحياً واقتصادياً، واننا نعول على دعم الاشقاء العرب كلهم الذين وقفوا الى جانب لبنان في أيامه الصعبة وفي مساعدته ورفع اثار العدوان عنه خصوصاً وان لبنان بلد التلاقي والحوار وسيبقى بلد التلاقى والحوار".