تمرّ الكُرة الأرضيّة في هذه الأيّام، بمرحلةٍ عصيبةٍ وصعبةٍ وخَطرةٍ، بسبب تفشّي فيروس (وباء) “كورونا”(Covid 19)، الذي وضع أبناء الأرض جميعًا في “سلّةٍ واحدةٍ”، أمام خياراتٍ صعبةٍ وتحدّياتٍ جمّةٍ، وتساؤلاتٍ كثيرةٍ ومتشعّبةٍ، حتّى وصل الشَّك بقُدرة خلاص الرَّب لشعبه من هذه المحنة، أو بتجاهله لآلام وأحزان ومصائب البشريّة، المُتأتّي بسبب تفشّي هذا الفيروس، غير الظَّاهر للعَيان، والذي فاجأ الكُرة الأرضيّة، بشراسته وتداعيّاته المُؤذية على جميع الصُّعُد.
نعم، بالرُّغم من عدم الاحتفال بتطواف الشَّعانين (الاكثرية الساحقة من المؤمنين)، وإن لمرّةٍ واحدة، بل المُشاركة الفاعلة، غير المباشرة، من المنازل، حيث تجتمع العائلة معًا للصَّلاة (العائلة كنيسة بيتيّة)، سيكون الرَّب ناظرًا إلى قلوبنا “يا ابني أعطني قلبك” (أم ٢٣: ٢٦)، ونوايانا الصَّادقة “أُريد رحمةً لا ذبيحة […] فإنّ الإنسان هو سيّد السّبت” (متّى ١٢: ٧-٧)… وتبقى الأعيُن موجّهةً نحو مَلِكِ المجد مُعلنةً “افرحي وتهلّلي بكلّ قلبكِ يا بنتَ أورشليم، فقد ألغى الرَّبُ الحُكمَ عليكِ وأبعدَ عدوَّكِ[…] في وسطك مَلِكُ إسرائيل الرَّب، فلا ترينَ شرًّا من بعدُ. لا تخافي يا صِهيون […] في وسطك الرَّب […] الَّذي يخلّص ويُسَرُّ بكِ فرحًا، ويُجدّدُكِ بمحبّته، ويبتهج بكِ بالتّهليل، كما في أيّام العيد” (نبؤة صنفيا ٣: ١٤-٧٧).
لنُصلّي معًا، من أجل خلاص البشريّة من تداعيات فيروس (وباء) “كورونا”، السَّلبيّة والكارثيّة على جميع الصُّعُد، مُتمسّكين بالرَّجاء والأمل والحبّ والعطاء، بالانتصار على هذا الوباء، بأقلِّ ضررٍ.
نستقبلكَ أيّها المَلِك بأغصان الزَّيتون رمز السَّلام، وبسعَف النَّخل رمز الظَّفر، آملين العيش بالسَّلام الحقيقيّ الَّذي يولِّد الفرح والغبطة والعكس صحيح. لنحاول أن نخرج من تعاستنا وبؤسنا، وإحباطنا وغربتنا وأنانيّتنا؛ ونزرع الفرح ونمتلك الرَّجاء قدر المُستطاع، بالرُّغم من إزدياد الشَّر وفقدان مفهوم القِيَم والمبادئ في عالمنا المُنحرف نحو الأهواء، والقضاء على المحبّة والمُساواة والعدالة الإجتماعيّة. نعم، يأتي إلينا مَلِكُ المجد والسَّلام عند الشدَّة واليأس والحزن، "إبتهجي جدًّا يا ابنة صهيون إهتفي يا بنتَ أورشليم، هوذا مَلِكٌ يأتي إليكِ" (يو 12: 15 – زكريا 9: 9).
لنكن في حالة إستعدادٍ دائمٍ، لإستقبال المسيح المَلِك في حياتنا، أي في قلوبنا وضمائرنا، مثل بساطة ضمير وطهارة قلب أطفال أورشليم، "بأفواه الأطفال والرُّضَّع أسَّستَ تسبيحًا" (مز 8: 2 و متى 21: 16).
لنبني السَّلام، سلام الرَّبّ يسوع، الَّذي ينتزع الخوف من النُّفوس، "لا تخافي يا صهيون [...] في وسطك الرَّبّ [...] ويُسرُّ بكِ فرحًا، ويجدِّدكِ بمحبّته، ويبتهج بكِ بالتهاليل، كما في أيّام العيد" (صف 3: 16-17). إنّه سلام المحبّة والغفران والمُصالحة.
امنحنا يا ربّ قلبًا نقيًّا مثل قلب أطفال الشعانين، الذين يفرحون ويعبّرون عن فرحهم بصيحات التسبيح والتمجيد والفرح، والتي تعبّر عن البراءة والتسامح والعفويّة والصدق، "بأفواه الأطفال والرضّع أسّست لكَ تسبيحًا" (مز 8: 2، ومتى 21: 16)
" هوشعنا! مباركٌ الآتي باسم الربّ، ملك إسرائيل (يو ١٢ : ١٣).
"إنه عيد البهجة والفرح والمجد.
إنه عيد السلام والخلاص والانتصار.
لنسر وراءك أيها المخلص.
لنسر وراءك أيها الاله الرحيم.
هبنا السلام والعيش والرحمة.
شعنية مباركة".