أشارت صحيفة "الفايننشال تايمز" البريطانيّة، في افتتاحيّتها، إلى أنّ "إسرائيل الّتي تَعتبر نفسها الديمقراطيّة الحقيقيّة الوحيدة في الشرق الأوسط، صوّت الإسرائيليّون فيها في أربع انتخابات على مدار عامين آخرها الأسبوع الماضي - ليظلّوا عالقين بالنتيجة نفسها غير الحاسمة".
ولفتت إلى أنّ "الإسرائيليّين عادوا إلى ما كانوا عليه عندما بدأت الأزمة في نيسان عام 2019، بعد نتيجة مماثلة"، مبيّنةً أنّ "هذه النتيجة تأتي بسبب نظام التمثيل النسبي في إسرائيل، إذ لا يمكن لأيّ حزب بمفرده الحصول على أغلبيّة، وهي أيضًا من أعراض إرث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو".
وأوضحت الصحيفة أنّ "نتانياهو أخفق خلال عقد من الزمان في المنصب، في تهيئة خلف له في "حزب الليكود". لقد جعل السياسة تتعلّق بالشخصيّة أكثر منها بالسياسة، بينما استفاد من المشهد السياسي الّذي يعطي لعدد لا يُحصى من الأحزاب الصغيرة دورًا كبيرًا"، مركّزةً على أنّ "نتانياهو لا يزال السياسي الأكثر شعبيّة، لكنّه أيضًا شخصيّة مثيرة للانقسام بشكل كبير. لقد عزل الحلفاء السابقين الّذين يشاركونه أيديولوجيا "الليكود" اليمينيّة، لكنّهم يحتقرونه".
ورأت أنّ "من الناحية المثاليّة، من شأن مأزق آخر أن يدفع رئيس الوزراء إلى التنحّي ويترك محاكمته تأخذ مجراها. ومع ذلك، هذه ليست الطريقة الّتي يعمل بها نتانياهو"، معربةً عن اعتقادها بأنّ "هذه الملحمة يجب أن تجعل الإسرائيليّين يفكّرون مليًّا في الحاجة إلى إصلاح انتخابي. لقد أدّى هذا النظام إلى انتشار أحزاب صغيرة، وأدّى إلى مساومات لا نهاية لها بعد الانتخابات وحكومات ضعيفة".
كما ذكرت أنّ "أحد الخيارات، الّذي دعا إليه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، هو أن يصبح رئيس أكبر حزب في البرلمان رئيسًا للوزراء تلقائيًّا، في حين أنّه من الصعب على الكنيست المنقسم حلّ نفسه"، مؤكّدةً أنّ "ذلك يمكن أن يؤدّي إلى حكومات أقليّة، لكن الأمل هو أن يكون لصالح الأحزاب الأكبر وبالتالي يسهم في مزيد من الاستقرار".
وأفادت الصحيفة، بأنّ "مع توقُّع أن تكون إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أقلّ تملّقًا تجاه إسرائيل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، فمِن مصلحة الدولة أن تكون لها حكومة مستقرّة. إنّ أزمة إسرائيل الدائمة تخدم نتانياهو، وليس الإسرائيليّين".