اعتبر المفوض العام للاونروا فيليب لازاريني "ان ميزانية وكالة الاونروا لم تلحظ اي زيادة منذ ثماني سنوات، فيما الحاجات والاحتياجات تتصاعد بشكل هائل، ولذلك سيتم عقد مؤتمر دولي هذا العام بمبادرة من حكومتي الاردن والكويت ستطالب فيه الوكالة رصد أموال لتحسين جودة خدماتها".
وإثر اجتماع موسع عقده مع "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" وممثلي "الفصائل الفلسطينية" و"القوى الوطنية والاسلامية" و"اللجان الشعبية" في مدرسة السموع عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا، استمع خلاله الى "مطالبهم وهواجسهم بعدما تصاعدت في الاونة الاخيرة الاحتجاجات في داخل المخيم تنديدا بتقليص خدمات الوكالة وعدم اقرار خطة طوارىء اغاثية شاملة خصوصا في ظل الجائحة التي ضاعفت من معاناتهم"، حرص لازاريني على "ان يكون مستمعا خلال الاجتماع اكثر منه متكلما، حيث كانت مداخلات لعدد من الحاضرين تركزت حول الاوضاع الصحية للاجئين في ظل جائحة كورونا وتزايد اعداد الاصابات. ولفتوا الى "غياب خطة صحية واضحة وتقصير لجهة تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمصابين بالاضافة الى تراجع جودة الخدمات على كافة الصعد مطالبين المفوض العام بالتحرك واقرار خطة طوارىء على المستوى الصحي والاجتماعي والتربوي والاغاثي.
وأكد لازاريني أن "هذا الوجع الذي سمعته اليوم سأنقله الى الاسرة الدولية ولهذا السبب انا اتيت اليوم الى المخيم. أود ان اقول ان مستوى الجائحة والمشاكل الناجمة عنها غير مسبوق وان مستوى المعاناة في لبنان من الناحية الاقتصادية والاجتماعية غير مسبوق ولا بد ان يكون هناك تحرك من اجل رفع صوت اللاجئين الفلسطينيين وانا سأحمل هذه الرسالة الى الاسرة الدولية، واليوم قيل لي ان اللاجئين الفلسطينيين هم أمام ثلاث خيارات: اما الموت من الجوع او الموت من المرض او الموت غرقا في البحر، لانهم يحاولون الهرب من هذا الواقع الاليم وهذا يجب ألا يكون قائما يجب ان يكون للاجىء الفلسطيني خيار الحياة بكرامة وهذه الرسالة سأحملها الى المجتمع الدولي وسأطالب بان تكون على اعلى مستوى أجندة المجتمع الدولي حتى يوم ايجاد حل عادل ودائم لقضية اللاجئين الفلسطينيين".
وردا على سؤال قال لازاريني : "خطة الطوارىء التي تتحدثون عنها هي موجودة بشكل او بآخر. ونحن حاليا نطالب بمساعدات مالية اضافية لكي نتمكن من الاستجابة للواقع الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في لبنان ولكي نتمكن من اتمام عملنا بشكل افضل، ولكن ايضا يجب ان ننقل هذه الرسالة التي سمعتها اليوم وهي تقضي بزيادة المساعدات والتبرعات التي تمنح للاونروا لان الارقام صادمة في هذا المجال. تخيلوا انه خلال السنوات الثمانية الماضية ظلت ميزانية الاونروا هي هي لم تلحظ اي زيادة من العام 2013 وحتى العام 2020 لم تطرأ اي زيادة على ميزانية الاونروا بينما الحاجات والاحتياجات تتصاعد بشكل هائل لذلك سنعقد مؤتمرا دوليا هذا العام بمبادرة من حكومتي الاردن والكويت وهذا المؤتمر الدولي سيتطرق الى تفويض الاونروا ونحن نطالب خلال هذا المؤتمر ان يتم رصد اموال ممكن ان تسمح للوكالة بأن تخطط للمستقبل وان تتكل على الاموال المتوافرة لبضع سنوات الى الامام حتى لا تكون في وضع مالي متأزم لا يسمح لها بالقيام بالاعمال التي من اجلها تم تشكيل الوكالة وبالتالي من بعد تأمين هذه الاموال يمكننا ان نركز على تحسين جودة الخدمات".
وشدد على أن "الامور الآنية او الفورية التي تعمل عليها الاونروا هي الاستجابة لجائحة كورونا ونحن جزء من الخطة الوطنية للاستجابة لجائحة كورونا، وبالتالي نأمل عندما تتوفر كميات اكبر من اللقاحات ان نتمكن لوجستيا من شمل عدد اكبر من اللاجئين للفلسطينيين بالتلقيح وهذا مهم جدا. حاليا الاعداد المتوافرة لجرع اللقاحات ليست كافية والامور اللوجستية فيها نوع من الارباك ولكن نأمل ان تتم معالجة هذه الامور قريبا. كما انه نحن ايضا من الناحية الاقتصادية والاجتماعية نسعى الى تحسين الخدمات التي نقدمها لاننا حتى الان هناك جزء لا يستهان فيه من الدولارات التي تأتي بها الاونروا كمساعدات لا يستفيد منها اللاجىء الفلسطيني بسبب الفروقات في سعر صرف الدولار".