استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية سماحة الشيخ حميد شهرياري على رأس وفد، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الإسلامية وسبل تعزيز التقريب بين المذاهب الإسلامية وتحصين الوحدة الإسلامية، وكانت وجهات النظر متطابقة لضرورة بذل جهود التقريب ونبذ الخلافات والعمل على ترسيخ التضامن الإسلامي".
وبارك الخطيب "كل جهد ومسعى يوحد بين المسلمين و يقرب وجهات النظر بين مذاهبهم، ويبعد شبح الفتن والتوترات عن بلادنا المهددة من أعداء الأمة المتربصين شرا بشعوبها، والساعين الى تفريق صفوف المسلمين وضرب قوتهم المتمثلة بوحدتهم التي تمثل اهم وجوه القوة". وشدد على ضرورة "التعاون بين المؤسسات والمراكز الدينية في المجالات الثقافية والدينية بما يسهم في تعميم ثقافة الوحدة بين المسلمين".
كما توجه بالشكر لإيران على "مساعدتها لبنان في تحرير ارضه وتمكينه في مواجهة العدوان الصهيوني وتهديداته، فضلا عن تقديم المساعدات في إعادة الاعمار في البنى التحتية والفوقية، وإقامة المشاريع الإنمائية. وشكرها كذلك "لتقديمها عرضات المساعدة الى لبنان لتجاوز المرحلة الصعبة التي يمر بها".
وأمل الخطيب أن "تتمكن القوى السياسية من تشكيل حكومة إنقاذية في أسرع وقت ممكن لتستفيد من العروضات الايرانية لإنقاذ لبنان وشعبه في هذه الظروف الصعبة".
من جهته، أكد شهرياري أنه تحدث مع الخطيب، "وجهات النظر كانت متلاقية ومتفقة مع الخطيب على أن الخطر الأساسي الذي يستهدف شعوبنا وأمتنا بشكل عام هو الهدف الذي يركز عليه أعداؤنا والمتمثل بزرع بذور الاختلاف والشقاق والشرذمة والتباعد بين أتباع الديانات الإسلامية السمحاء بشكل عام، وبين أتباع المذاهب الإسلامية الكريمة بشكل خاص".
وفي هذا الإطار، اعتبر أنه "ينبغي علينا من خلال العمل المشترك والتلاقي بين علماء العالم الإسلامي أن تفوّت هذه الفرصة على الاعداء الذين يتربّصون بنا شراً، وأن نعمل في مجال تعزيز الوحدة الوطنية وتعزيز الوحدة الإسلامية لأنها السلاح الأمضى في وأد هذه الفتن التي يسعى إليها الاعداء، ونحن نشعر أن الجمهورية اللبنانية الشقيقة من خلال هذا الغنى الحضاري والقيم الدينية والثقافية والفكرية الذي تعيشه يعبر اجمل تعبير عن هذه الوحدة".
كما أكد أن "هذه الوحدة الوطنية والدينية هي التي مكّنت هذا الشعب العزيز والأبي أن يحقق أهم وأكبر الانتصارات التي تحققت خلال السنوات الماضية ضد العدو الصهيوني، الذي كان يطمع بلبنان وبثرواته وبخيراته، ورأينا كيف أن هذا البلد الشقيق من خلال عزته ومنعته ومقاومته الشريفة والباسلة استطاع أن يدحر هذا العدوان الإسرائيلي واستطاع ان يسترجع السيادة اللبنانية".
وأعرب عن اعتقاده بأنه "ما كان بإمكان هذا النموذج اللبناني الفريد في تنوعه الفكري والحضاري والديني أن يحقق هذه الإنجازات والانتصارات الكبرى طوال العقود الماضية، لولا الدور الكبير والجميل والعظيم والبنّاء الذي قام به علماء الأديان السماوية الكريمة الموجودة في لبنان".
وأكد ثقته الكاملة بأن "الدولة اللبنانية والشعب اللبناني سيتحلّى بالروح الوطنية وبروح الممانعة الإقتصادية والمالية، التي ستمكّنه من الخروج من هذا المأزق كما استطاع سابقاً من تجنّب الخطر العسكري الغاشم الذي شكّله العدوان الإسرائيلي باستمرار على هذا البلد الشقيق".