ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة سجدة الصليب في كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي "كابيلا القيامة"، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة، في حضور النائب المستقيل نعمة افرام، السفير جورج خوري، رئيس المجلس الاغترابي في بلجيكا المهندس مارون كرم، رئيس مؤسسة البطريرك صفير الاجتماعية الدكتور الياس صفير، وعدد من المؤمنين التزموا اجراءات الوقائية.
وألقى الراعي عظة، بعنوان: "نسجد لك ايها المسيح ونباركك. لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم"، قال فيها: "1-استمعنا للحدث التاريخي الذي رواه الإنجيليون الأربعة عن آلام ربنا يسوع المسيح فدى عن خطايا كل انسان، كل واحد منا، وخطايا البشرية جمعاء. بآلامه الخلاصية وموته تضامن الرب مع كل متألم وموجوع، أكان في جسده ام روحه ام في نفسه ومعنوياته، ام في كرامته وحقوقه، وقدّس آلام الجميع، واعطاها قوة خلاصية بحيث تتواصل آلامه من خلال آلام المتألمين. نحن نذكرهم في هذه الساعة المقدسة فيما نسجد لأم فادينا الالهي وموته الخلاصي راجين منه ان يخفف من ثقل صليبهم، ويعزي قلوبهم. واستمعنا ايضا الى اقوال الانبياء الذين تنبأوا عن آلامه، وشدوا عرى الوحدة بين العهدين القديم والجديدة. فالمسيح، كلمة الله المتجسد، هو الكلمة الجامعة والموحدة.
2. في بداية رسالته، جلس يسوع كمعلم من على الجبل واعلن دستور الحياة الإنسانية مؤلفا من 9 بنود، معروفا بانجيل التطويبات. وعند اكتمال رسالته بآلامه وموته لفداء البشر، علم هذه المرة من على صليبه كمال هذا الدستور الإنساني بسبع كلمات اخيرة منه ، ضمنها وصيته ومسيرة البطولة في الحياة. فلنستمع لها ولنجعلها قاعدة لحياتنا :
1. - بالكلمة الاولى دعانا الى الغفران كذروة المحبة: يا ابت إغفر لهم، لأنهم لا يدرون ما يفعلون (لو 34/23)
2. - في الثانية علمنا الأبوة والأمومة الروحية الشاملة النابعة من الألم الشخصي: يا امرأة هذا ابنك، يا يوحنا هذه أمك (يو 26/19-27)
3. - في الكلمة الثالثة دعانا الى التوبة باب الخلاص: اذكرني يا سيدي، متى أتيت في ملكوتك! اليوم تكون معي في الفردوس (لو 42/23-43)
4. - في الكلمة الرابعة دعانا لنتشدد عندما نختبر صمت الله في المضايق ونتغلب على اليأس: إلهي إلهي، لماذا تركتني؟! (متى 46/27)
5. - في الكلمة الخامسة علمنا ان نعطش دائما إلى مزيد من المحبة والرحمة والعدالة لنا ولغيرنا: انا عطشان! (يو 28/19)
6. _ في الكلمة السادسة علمنا ان إتمام الغاية من الحياة انما ان نردها جميلة لانها في الاساس كانت هدية، هبة من الله لكل واحد منا: لقد تم كل شيء (يو 30/19)
7. _ وفي الكلمة السابعة والاخيرة سلمنا الغاية من الحياة التي عندما نردها الى الله ينبغي ان نردها مجملة: يا أبت، بين يديك أستودع روحي" (لو 46/23)؟ يا رب، نسألك ونحن نكرم ونسجد للآلامك ولموتك عنا، ان تكتب في قلوبنا شريعة المحبة، فنسهم في جعل عالمنا أكثر إنسانية واخوة، ونعطيه معنى. فلك نسجد أيها المسيح، ونسجد لسر آلامك وموتك من أجلنا. آمين".