لفت راعي أبرشية سيدني المارونية المطران أنطوان-شربل طربيه في رسالة عيد الفصح الى أننا في صباح عيد القيامة المجيدة، نعود إلى صلاة الرب يسوع في بستان الزيتون حين قال: يا أبتاه... لتكن مشيئتك لا مشيئتي...فنفهم في ضوئها مشروع الله الخلاصي الذي تجلى بطاعة يسوع وتسليمه الطوعي لإرادة الله أبيه، فيتقبل الآلام ويموت على الصليب، ولكنه يقوم في اليوم الثالث من بين الأموات، مشيرا الى انه "بقيامته تنكشف مشيئة الله الآب حيث أن كل من يرى الابن ويؤمن به ينال حياة أبدية، وأنا أقيمه في اليوم الأخير"، مؤكدا أنه "في هذا العيد المبارك، ندرك أن يسوع المسيح لم يأخذ بشريتنا وحسب إنما حمل ضعفنا وأوجاعنا وأطاع حتى الموت، والموت على الصليب إرادة الله أبيه، فتحقق الفداء والخلاص لنا أجمعين، انتقلنا من ظلمة وألم وكآبة ما حدث يوم الجمعة العظيمة إلى أنوار القيامة وفرحها ومجدها، اختبرنا نعمة الشفاء بواسطة جراحاته وآلامه"، مشددا على أنه "مع مريم المجدلية نغدو في صباح اليوم الثالث يوم الأحد الى القبر بدموع وحزن وقلق، لنعود من هناك بايمان كبير ورجاء وطيد، حاملين البشرى السارة ومسرعين لإعلانها: أنه ليس هنا.... لقد قام. ما أجمل أن نقوم ليس اليوم وحسب بل في كل يوم من أيام حياتنا بفعل تسليم لإرادة الله، مدركين أننا في ذلك لا نحني رؤوسنا ونستسلم لنصبح عبيدا، إنما لننال حرية الأبناء، فنعبد الله بالروح والحق ونقبل الى الإيمان به بكل حرية ومحبة. ويقول قداسة البابا فرنسيس في هذا الإطار: إنه علينا كأبناء أن نعي قلب الله الآب المحب والذي يفيض محبته الخلاصية، في قلب كل واحد منا وفي العالم".
واشار الى ان "ما يميز العيد هذه السنة أننا نحتفل به معكم وأبواب الكنائس مفتوحة لاستقبال المؤمنين والمؤمنات للمشاركة في القداس وسائر الأسرار الإلهية"، مضيفا: "هنا لا بد من كلمة شكر لما قامت به الحكومات في أوستراليا من تدابير للوقاية من وباء كورونا، وفرت علينا جميعا الكثير من الألم والمعاناة، وجعلت من بلدنا محط أنظار العالم ولا يسعنا في هذا العيد إلا أن نصلي لعالمنا المتألم من هذا الوباء الخطير، فأكثر من 122 مليون شخص أصيبوا بفيروس كورونا مما أدى للأسف الى وفاة حوالى مليونين و700 ألف شخص منهم إلى الآن في مختلف أنحاء العالم"،مؤكدا أن "كوفيد-19 يشبه ليلا طويلا وظلمة حالكة تلف العالم بأسره وتخيف الانسان وتجبره على تغيير نهج حياته وطريقة تواصله مع الآخرين، ولكننا نتطلع جميعا بأعين الرجاء إلى فجر جديد يشرق على عالمنا، فيضع حدا لانتشار هذا الوباء البغيض، وبإيمان متجدد بقيامة الرب يسوع، نصبح جماعة كنسية أفضل تواصل السعي لحماية الضعفاء فيها والعناية بهم، ملتزمين تعاليم أمنا الكنيسة المقدسة، التي تدلنا دوما إلى الطريق الصحيح".
واعتبر أن "فرحة عيد الفصح هذه السنة أتت ناقصة، لأننا جميعنا نشعر بمعاناة شعبنا وأهلنا في لبنان. طالت طريق جلجلتهم، وهم يحملون على أكتافهم صليب الفقر والبطالة واليأس والجوع، نتيجة لإهمال الدولة وفساد الكثيرين في مؤسساتها وسرقة المال العام. لنرفع صلاتنا كمنتشرين مع إخوتنا المقيمين في لبنان، طالبين من الرب أن يلطف بهذا الوطن وشعبه المعذب ويلهم الضمائر لانطلاق مرحلة جديدة بحسب رؤية صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى، تؤدي بلبنان الى الحياد الايجابي والفاعل تحت رعاية الأمم المتحدة. ولنتضامن مع كل ثائر في لبنان ضد الفساد، ولنقف بجانب كل من يطالب بإعادة الأموال العامة المنهوبة. إنها حقوق اللبنانيين والطريق الصحيح للمحافظة على كرامتهم وعنفوانهم، وبالتالي إنقاذ هذا الوطن العظيم من شر الطغاة وجور الفاسدين".
ولفت إلى "عيد القديس مارون هذه السنة شكل مناسبة مميزة لاعلان مرحلة جديدة من برنامج الأولويات الراعوية في أبرشيتنا، للسنوات السبع 2021-2026، وجاء هذا الاعلان في ختام المرحلة الأولى من هذا البرنامج وامتدت من 2014 لغاية 2020".
واكد أنه "يبقى عيد الفصح الحجر الزاوية في بناء الايمان والكنيسة ومناسبة لتمييز مشيئة الله في حياتنا والعمل بها، مما يجعلنا أعضاء في عائلة الرب يسوع الى جانب العذراء مريم والقديس يوسف، وبخاصة في هذه السنة التي أعلنها قداسة البابا فرنسيس سنة القديس يوسف، ومعهما نسبح بفرح عظيم لقيامته من بين الأموات هاتفين: المسيح قام ....حقا قام".