أوضح مستشار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أنطوان قسطنطين في حديث لقناة "الجزيرة مباشر"، تعليقا على تغريدته عن ان الرئيس ميشال عون يستعد لقيام سوق اقتصادية مشتركة، أن "الرئيس عون أعطى في الحقيقة اشارة واضحة إلى هذه المبادرة خلال استقباله للوفد العراقي قبل يومين وحمّله رسالة الى القيادة العراقية بهذا المعنى، علماً ان الرئيس اللبناني وفي القمة التنموية والاقتصادية العربية التي عقدت في بيروت في العام 2019، كان أطلق مبادرة تتصل بتفعيل السوق العربية المشتركة ودعا إلى تأسيس مصرف عربي لاعادة اعمار وتنمية الدول العربية المحتاجة.
ويقول قسطنطين "في هذا السياق أن لبنان يستعد بشخص الرئيس للمبادرة مجددا في ظل مناخات الانفتاح العربي المتجسّدة بعودة الحرارة إلى العلاقات داخل مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي، الانفتاح على العراق من جانب السعودية، الانفتاح القطري السعودي المتبادل والتقارب المصري السوداني، ويتطلع الرئيس عون إلى طرح المبادرة في التوقيت الذي يراه مناسبًا وهو يملك معطياته".
وأضاف ان المبادرة تشمل الدول التي يعتبرها لبنان جاهزة للتعاون وهي الاردن والعراق وسوريا تمامًا كما هي حال دول مجلس التعاون الخليجي الذي نريد التكامل معه في الفضاء العربي.
ولفت إلى ان "لبنان الذي بلغ الوضع الاقتصادي والمالي الصعب اصبح بلدًا جاذبًا للاستثمارات وهو يملك القدرات التنافسية، ولا سيما على مستوى الطاقات البشرية، هو يستطيع ان يقدم للدول المذكورة مرفأين هامين في طرابلس وبيروت وخدمات في المجالات التربوية والطبية والهندسية والفندقية والزراعات الصناعية الغذائية ذات القيمة المضافة موضحا ان "المبادرة ليست عملا ينتهي في 24 ساعة بل يحتاج إلى تحضير وحوارات واجتماعات على مستوى الوزارات في البلدان المعنية، وقال قسطنطين "لبنان يستعد لتشكيل حكومة على قواعد اصلاحية يكون برنامجها الأساسي اجراء الاصلاحات الاساسية في بنية النظام المالي والاقتصادي وهناك عشرات الطلبات المرفوعة إلى لبنان من دول فاعلة وذات وزن اقتصادي، كان آخرها المانيا لاعادة اعمار مرفأ بيروت الذي يعتبر من أهم المرافئ على الشاطئ الشرقي للبحر الابيض المتوسط بالاضافة إلى مرفأ طرابلس".
ورأى ان "الحكومة التي ستتشكل سيكون عنوانها اجراء الاصلاحات ومكافحة الفساد واعادة بناء النظام المصرفي اللبناني" بدءًا من إجراء التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان مؤكدا ان "لبنان برئاسة عون لا يريد ان يكون إلا دولة شفافة وجاذبة للاستثمارات، ويستطيع ان يقدم خدمات هامة للعالم العربي بمجالات عدة، ونحن نتطلع إلى برنامج حكومة يقوم على اصلاحات بنيوية في النظام المصرفي ليعود كما كان في الستينات والسبعينات من القرن الماضي ليعود هو منصة مالية هامة".
وشدد قسطنطين على ان "لبنان قادر على ان يتكامل مع اقتصادات الدول المجاورة، فالشعب يمتلك طاقات كبيرة ولدينا ثروات كبيرة ليس أخرها النفط والغاز والمياه والمناخ والتاريخ والآثار.
وختم قسطنطين "المبادرة تندرج في اطار اعادة بناء مشرق عربي متجدد ومنفتح قائم على التعاون بين دوله وشعوبه ومجتمعاته".