احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في منطقة البترون بقيامة المسيح، فأقيمت القداديس في الكنائس والأديار والمزارات، وألقيت عظات أملت قيامة لبنان من مآسيه وأزماته.
وفي كاتدرائية مار اسطفان في البترون، ترأس راعي الأبرشية المارونية المطران منير خيرالله قداس منتصف الليل، واحتفل بالقداس في أحد القيامة في المطرانية في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، وألقى عظة بعنوان "لماذا تبحثن عن الحي بين الأموات؟"، وأضاف: "ندعوكم يا أبناءنا الأحباء ويا إخوتنا اللبنانيين، في يوم القيامة، إلى الانتصار على الخوف والتعامل بثقة ومحبة وانفتاح خالعين عنكم الاستقواء بحراس القبر الفارغ وأسلحة الانتقام والمال الحرام. ندعوكم إلى الحوار في ما بينكم، حوار القياميين الأنقياء والسياديين الصادقين، حوار المحبة والمصارحة والمغفرة والمصالحة: الحوار الحقيقي الذي هو الحوار الصادق والجريء والشجاع والبناء الذي يفترض تمرسا روحيا صارما في مجال الإصغاء والكلام. كما يوصينا البابا القديس يوحنا بولس الثاني في إرشاده الرسولي رجاء جديد للبنان (سنة 1997، عدد 36)".
واعتبر المطران خيرالله أن "هذا الحوار بات ضروريا اليوم، بل ملحا، ننطلق فيه من عمق تاريخ وطننا لبنان الغني بخبرة مئات السنين في عيش جماعاته المتعددة بالاحترام المتبادل. ولا يكون في هذا الحوار أي مصلحة سوى قيامة لبنان وإعادة بنائه وطن رسالة، ودعوة جميع اللبنانيين إلى التلاقي والتآخي وحمل الرسالة المنوطة بوطنهم منذ العهود الأولى للتاريخ، ليبقى، كما كان في الكتاب المقدس، رمزا لأرز الخلود وبياض قلب الله!"