توقفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في تقرير تحت عنوان: "العاهل الأردني عبد الله الثاني يخنق محاولة لزعزعة الاستقرار"، عند التطورات الحاصلة في المملكة الأردنية، على خلفية اتهام الحكومة هناك الأميرَ حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني وشخصيات أخرى، بالتورط في مخطط لزعزعة أمن واستقرار البلاد.
وتساءلت لوفيغارو عما هي حقيقة التهديد الذي يشكله الأمير حمزة ورفاقه على الملك عبد الله الثاني. ورداً على هذا السؤال، نقلت الصحيفة الفرنسية عن رجل أعمال في العاصمة الأردنية عمان استبعاده لرواية التهديد الخطير، مرجحاً أن نكون أمام تسوية حسابات من شأنها أن تضع حداً لنشاطات الفاسدين حول العائلة المالكة الذين يذهبون بعيداً قليلاً.
كما نقلت الصحيفة عن محلل آخر لم تذكر اسمه، قوله إن ما يحصل في الأردن هو "مقياس للتوقع وتصفية حسابات. فالملك عبد الله يريد استخدام الدعم الأميركي لإحباط النفوذ السعودي في الأردن. حيث إن السعودية تسللت إلى بعض الدوائر الأردنية، بين العسكريين وحتى في القصر".
وتابعت "لوفيغارو" القول إن "الاعتقالات تجاوزت ما تم الإعلان عنه"، معتبرة أنه لا يوجد خطر وشيك، لكن الملك عبد الله الثاني يعلم أن أخاه الأمير حمزة يتمتع بشعبية نسبية، ويمثل خطراً محتملا بالنسبة له. ولذلك، فهو يُريد التخلص منه قبل أن يصبح بديلاً لسلطته. واوضحت الصحيفة أنه يوجد بالفعل في بعض الدوائر حنين للملك الحسين من خلال شخصية الأمير حمزة الذي يشبهه. أما باسم عوض الله، فهو مكروه من قبل كثير من المواطنين، وتتم شيطنته من قبل النظام بتقديمه كصديق للأمير.
واوضحت لوفيغارو إنه منذ التوقيع على اتفاقات أبراهام العام الماضي والتي كرست التقارب بين إسرائيل وبعض دول الخليج، والتي جاءت على ظهور الفلسطينيين الذين يشكلون نصف سكان الأردن، أصبحت عمّان في بعض الأحيان في صراع مع السعودية والإمارات والدولة العبرية. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي سابق في القدس وعمّان قوله: "يخشى الأردن أن تستغل السعودية علاقاتها الطيبة مع إسرائيل للسيطرة على المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى الذي تديره عمّان حتى الآن".
وفي الأسابيع الأخيرة، توترت أيضاً العلاقات بين عمان وتل أبيب، حيث منعت إسرائيل دخول ولي العهد الأردني، الذي أراد الذهاب للمسجد الأقصى. ورداً على ذلك، حظر الملك عبد الله على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العبور إلى الأراضي الأردنية، مما أجبر الأخير على إلغاء رحلته الأولى إلى حلفائه الجدد في الإمارات.
وعلاوة عن التدخل الإقليمي المحتمل الذي ما يزال يتعين إثباته، فإن أشباح الماضي تخيم على الأسرة الملكية الأردنية. ولشرح هذه الأزمة، يجب أن نعود إلى الأيام الأخيرة للملك الراحل حسين في أوائل عام 1999، ونقله السلطة إلى ابنه عبد الله بدلاً من أخيه الأمير حسن، الذي اتركب الخطأ بدفنه مبكراً، والكلام لـ"لوفيغارو" دائماً، التي واصلت التوضيح أن بضغط من زوجته الملكة نور، فرض الملك الحسين على ابنه عبد الله تعيين حمزة ولياً للعهد، وكان وقتها يبلغ من العمر 19 عاما. لكن بعد خمس سنوات، تراجع عبد الله الثاني عن التزامه وقام بتسمية ابنه مكان أخيه غير الشقيق.