اشارت صحيفة "الإندبندنت" في مقال بعنوان "الغضب يهز الأردن وسط اعتقال منزلي للأمير حمزة"، الى إن الأردن كان دوما مستقرا خلال خاصة خلال العقد الأخير الذي شهد تقلبات وأحداثا هامة في بقية دول المنطقة لدرجة أن المملكة الهاشمية كانت تعرف بحالة الملل التي تسودها بسبب ندرة الأحداث المثيرة التي تشهدها لكن ذلك لم يكن الحال خلال اليومين الماضيين.
ولفتت الى أن "الأردن كانت حصنا للاستقرار وسط إقليم سادته الصراعات ودوما ترى صور الملك عبد الله المحبوب معلقة على غالبية الجدران حيث تخطى الملك بمهارة فائقة ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011 بالدفع نحو إجراء تعديلات دستورية موسعة وإصلاحات قانونية متعهدا يتوفير عشرات الآلاف من الوظائف في القطاع الحكومي كما قام بتغيير الحكومة".
وذكرت الصحيفة الاردنية أن الحقيقة "أن الأردن يواجه أزمة كبيرة منذ فترة كواحد من أكثر الأماكن جفافا في العالم حيث يعاني مساحات كبيرة من المملكة من صعوبات في توفير المياه والوصول إلى مصادرها كما أن اقتصادها الهش عاني المزيد من المشاكل بعد تفشي وباء كورونا".
واشارت إلى أنه رغم أن المعدلات الرسمية للبطالة لازالت كما كانت نحو 25 في المائة لكن المعدل الفعلي للبطالة تعدى 40 في المائة من السكان وهو ما أدى لزيادة التململ في البلاد حيث يقول الخبراء إن هناك حملة أمنية خلال الأسابيع والأشهر الماضية ضد النشطاء والمعارضين خاصة الشباب من مختلف الأطياف السياسية والعقدية.
واوضحت إن الملك حسين قام خلال أيامه الأخيرة باختيار نجله الأكبر عبد الله كولي للعهد ومن بعده نجله من زوجته المفضلة الملكة نور وهو الأمير حمزة في المركز الثاني لولي العهد وربما دفع ذلك الملك عبد الله للقلق بشكل دائم فقام عام 2004 بتجريد الأمير حمزة من منصبه وتعيين نجله هو كولي للعهد.
ولفتت الى أن الأمير حمزة رغم ذلك بقي يحظى بشعبية كبيرة في البلاد خاصة وسط القبائل القوية التي عقدت سلسلة من الاجتماعات معه قبل أحداث السبت، متوقعة أن يثير اعتقاله غضب أنصاره خاصة وأن بين المعتقلين شخصيات قوية وتحظى بشعبية وتنتمي لطبقة الصفوة سواء بالانتماء إلى العائلة المالكة أو قيادات القبائل أو رجال الأعمال الأثرياء.
وختمت قائلة إن الخبراء يرون أن ما جرى "سوف يزيد الأمور اشتعالا بدلا من كبح جماح ثورة محتملة في البلاد".