أبلغت مصادر دبلوماسيّة من العاصمة الفرنسيّة باريس، إلى صحيفة "الجمهوريّة" قولها إنّ "زيارة رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل إلى باريس، في دائرة الاحتمالات الممكنة، حيث قد تحصل هذه الزيارة في أيّ وقت، سواء أخذت طابعًا رسميًّا أو أخذت طابعًا شخصيًّا خاصًّا".
وأوضحت أنّ "في ما خصّ ما يُحكى عن زيارة وشيكة لباسيل الى باريس ولقاء محدَّد له مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فلا تأكيد رسميًّا من قبل الإليزيه لأيّ موعد من هذا القبيل حتّى الآن. كما لا تأكيد رسميًّا أيضًا من قبل المستويات الرسميّة الفرنسيّة الأخرى حول لقاء بين باسيل ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، برعاية ماكرون".
ولفتت المصادر الدبلوماسيّة، إلى أنّ "باريس لا تعمل في الخفاء حيال الملف اللبناني، ولن يطول الوقت حتّى تتوضّح الصورة في الجانب المتعلّق بالزيارة، فلننتظر ساعات قليلة، وبالتالي قبل ذلك لا نستطيع أن نستبق الأمور لا بنفي حصول الزيارة أو بتأكيدها، حيث لا توجد معطيات أكيدة حول الأمرَين".
وركّزت على أنّ "باريس على بيّنة تامّة من حقيقة الوضع اللبناني وكلّ ما يتّصل بملف تأليف الحكومة، خصوصًا أنّ الملف اللبناني لم يغب عن أجندة الأولويّات الفرنسيّة، وماكرون يقارب هذا الملف كطبق رئيسي على مائدته السياسيّة، وفي محادثاته الّتي يجريها لحشد الدعم للبنان مع قادة الدول، وآخرهم قبل فترة قصيرة اتصاله المطوّل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان".
وأشارت إلى أنّ "باريس أبلغت موقفها من تعطيل الحكومة إلى القادة في لبنان، سواء عبر ماكرون واتّصاله قبل أسابيع برئيس الجمهوريّة ميشال عون، وكذلك في اتصال وزير الخارجيّة الفرنسيّة جان إيف لودريان بهؤلاء القادة"، مشدّدًة على أنّ "باريس تعرف المعطّلين بأسمائهم، وهي تدرك الدور الأساس الّذي يلعبه باسيل في هذا المجال، وهذا الكلام باتت المستويات الفرنسيّة تصرّح به بصورة علنيّة، كما بات مؤكّدًا أنّ المسؤولين لا يماشون طرح الثلث المعطّل في الحكومة، خصوصًا وأنّه يناقض بصورة جذرية المبادرة الفرنسيّة ومندرجاتها الرامية إلى حكومة مهمّة إصلاحيّة متوازنة:.
كما كشفت المصادر الدبلوماسيّة، عن أنّ "إنجاح المبادرة الفرنسيّة هو الأولويّة المتقدّمة حاليًّا لدى ماكرون، وثمّة إشارات تتوالى مصدرها الإليزيه، تجدّد التأكيد على كلّ المستويات السياسيّة في لبنان على وجوب إحداث خرق إيجابي على المستوى الحكومي في لبنان، والشرط الأساس لذلك هو أن يبادر هؤلاء إلى أن يوفوا بالتزاماتهم، ويزيلوا الموانع المعطّلة للحكومة". وذكرت أنّ "هذا الخرق إن حصل، فلدى ماكرون أجندة تحرّك وبزخم في اتجاه حشد الدعم الدولي اللّازم للبنان ومساعدته على تجاوز محنته".
وعن استمرار تعطيل تشكيل الحكومة وما إذا كانت باريس بصدد اتخاذ خطوات وإجراءات ضاغطة على المعطّلين، أكّدت أنّ "الوقت قد نفد، وكلّ الاحتمالات واردة".