الكثير من الضوضاء والضجيج في الجانب اللبناني، والكثير من الصمت والتكتم في الجانب الفرنسي، ويبرره البعض بأنه "زمن الفصح" الباريسي و"الناس معيدة".
في حين تؤكد اوساط قيادية بارزة في "التيار الوطني الحر" لـ"الديار" وجود دعوة رسمية لرئيسه النائب جبران باسيل وللرئيس المكلف سعد الحريري، وان باسيل سيلبي الدعوة وسيكون اليوم في فرنسا وله لقاءات محددة سلفاً رغم كل التشويش الاعلامي والسياسي وانزعاج البعض من التعاطي الفرنسي مع اكبر كتلة نيابية ومسيحية بما يليق به وهم منزعجون ان فرنسا تقدر موقعه ومركزه ودوره السياسي.
وتكشف الاوساط ان المعلومات تشير ايضاً الى محاولة الحريري التملص من اللقاء مع باسيل في باريس وبرعاية فرنسية مباشرة ولدفع الحكومة الى الامام، وذلك لعرقلة الاتفاق على صيغة الـ24 وزيراً ومن دون ثلث معطل بعد الاتفاق عليها. كما يحاول الحريري وفق اوساط البرتقالي ان "يرفع من شروطه" في اللحظة الاخيرة.
وتكشف الاوساط ان الجو الحكومي ليس سلبياً، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ايجابي ايضاً في التعاطي مع صيغة الـ24 وزيراً اما الثلث المعطل فليس مطروحاً وقد ابلغ الى كل من تواصل مع عون.
وتشير الى الامور تسير بشكل جيد، وهناك اخذ ورد حكومي والبطريرك الماروني بشارة الراعي له دور ايجابي واللواء عباس ابراهيم ايضاً. وهناك صيغ عديدة لحل مشكلة حقيبة الداخلية بينما تسمية الوزراء المسيحيين ستكون من الرئيس عون على غرار ما فعلت كل الطوائف الاخرى والقوى الاساسية المشاركة في الحكومة.
وفي حين يؤكد زوار فرنسا لـ"الديار" ان هناك مبالغات لبنانية في ملف الحكومة وفي "تكبير" الحجر الفرنسي والجهود التي تبذل، تنفي معلومات متقاطعة وجود دعوات فرنسية للنائب السابق وليد جنبلاط والنائب محمد رعد حتى الساعة ولا توجه فرنسياً لعقد لقاء لبناني مصغر او "قصر صنوبر جديد".
في المقابل تؤكد اوساط بارزة في "الثنائي الشيعي" لـ"الديار" ان ملف التشكيل افضل عما كان عليه قبل عطلة عيد الفصح، والامور ايجابية وهناك بعض النقاط العالقة وهي قيد الحلحلة والاتصالات جارية ولا سيما من قبل الرئيس نبيه بري والذي يواكب الاتصالات والجهود التي يقوم بها البطريرك الراعي ايضاً.
وتوضح الاوساط ان الحذر الحكومي طبيعي، والخوف من عقد مستجدة وهناك جهات متضررة من تشكيل الحكومة وتحاول إذكاء الخلاف بين عون والحريري وباسيل للتشوش على الحكومة ومنع نجاح التأليف.
ولا سيما ان هناك مناخ دولي مستجد قد تظهر معالمه قريباً، وهو امر لا يعجب من يراهن على مشكل داخلي وعلى صدام في الشارع.
ويعتبر هذا الفريق ان حكومة الحريري وفي ظل صيغتها الحالية ستضمن بقاء نفوذ وسيطرة العهد وحزب الله على البلد، وستؤمن هذه الحكومة الخروج من الازمة واكمال عون لولايته بهدوء وبوقف النزيف، وهذا لا يعجبهم ويضرب مشاريعهم التي تعتاش من الفتنة والفوضى!