اشار العلامة علي فضل الله إلى أنه "لا أفق للحل داخلياً بعدما استنفذت الطبقة السياسية ما عندها"، مضيفاً، "لعل السؤال الذي يبدو أكثر الحاحاً في هذا الجو يتمثل في مدى قدرة اللبنانيين على الصمود مع هذا الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الغذائية دونما رقيب أو حسيب، وحيث لا تقوم الوزارات المعنية بأدنى ما يمكن من المسؤولية التي يمكن أن تضع حداً لجشع التجار وتلاعبهم بالأسعار واحتكارهم للمواد الأساسية ومن ثم بيعها بالسعر الذي يريدون".
وشدد فضل الله على أن "هذه الفوضى التي يشهدها السوق اللبناني الغذائي والدوائي والتي باتت تنسحب على أمور أخرى كالمحروقات وغيرها، من أشد ما يؤلم وما يؤذي لأنه بالإمكان معالجة الكثير من جوانبها والتخفيف من حدّتها على المواطنين"، داعياً "من هم في مواقع المسؤولية أن يحفظوا شيئاً من التوازن الاجتماعي المطلوب، وأن يمنعوا من الوصول إلى الانهيار الكامل الذي باتوا يبشّرون الناس به مع رفع الدعم كاملاً".
كما أكد أن "الناس لم تستفد من هذا الدعم بقدر ما استفاد منه التجار الكبار والمتلاعبون بأوضاع الناس الاجتماعية والمعيشية". وأوضح أنه "في الوقت الذي لا نرى فيه أفقاً للحل ولا بارقة أمل يمكن أن تطل سريعاً على المستوى السياسي، وخصوصاً بعدما استنفذ من هم في الداخل معظم الأساليب وطرائق الحل.. ندعو من هم في مواقع المسؤولية وخصوصا على مستوى إدارة شؤون الناس المعيشية أن يتحركوا في المجالات التي يمكن من خلالها ممارسة الضغط على التجار الجشعين من جهة، والمساعدة في مبادرات اجتماعية حقيقية حتى لا يترك الناس لمصيرهم أو أن ينتظروا ما يمكن أن يأتيهم من الخارج بعد أن سُدّت امامهم كل الطرق في الداخل".
ولفت إلى أنه "من المحزن والمؤسف أن يتلكأ من هم في مواقع المسؤولية عن القيام بمسؤوليتهم وعدم القيام بأية مبادرة على الصعيد السياسي وتغليب مصلحتهم الخاصة على حساب مصلحة الوطن وإنسانه، بينما يتحرك أكثر من فريق وأكثر من دولة في الخارج لحث اللبنانيين وخصوصاً المسؤولين للخروج من هذه الدوامة ومن هذا الواقع، وكأن الخارج أصبح أكثر حرصاً وخوفاً على البلد من هؤلاء الذين أداروا ظهرهم للناس وتركوا البلد للمجهول".
وردا على سؤال حول إمكانية أن يكون تناول اللقاح مفطراً للصائم، أكد فضل الله أنه "لا يعتبر اللقاح من المفطرات في شهر رمضان، لذلك يجوز للصائم اخذه".