لفت مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في رسالة شهر رمضان إلى ان "رمضان هذا العام ليس ككلّ الأعوام وربما لم يشهد اللبنانيون ضيقاً شديداً مثلما يشهدونه في هذا العام إنه زمن الانهيار الشامل في كلّ المجالات"، مشيرا إلى أن "بلادنا عجيبة في صبر اهلها وانتظامهم الاخلاقي فقد تحملّوا مئات الاف المهجرين واللاجئين والوباء وغياب الدولة قبل انفجار المرفأ وبعده ويتحمّلون كل يوم أخبار الفضائح بين المسؤولين غير المسؤولين".
ورأى انه "لأوّل مرة منذ الحرب العالمية الأولى ينهار مع نظام العيش النظامُ المصرفي الذي كنّا نظنّه مستقلاً وآمناً وغير تابع لأهواء الحاكمين فهو وسيلة|ٌ لاستيلاب أموال المودعين لصالح نظام الفاسدين".
وسأل "هل هو مطلب عسير أن تكون في البِلاد حكومة مَسْؤولة ؟ لقد مضت شهور طوِيلة ، وهناك من لا يزال يتحدّث عن الأصولِ الدستورِية ، والشَراكة الكاملة بين التشكيلِ والإصدَار ، والثّلث المعطّل ، وأنواعِ الوزارات؟، مشددا على ان "البلاد في أمس الحاجة في هذه الظروف بالذات إلى سلطة تنفِيذية ، وهي تكون مسؤولة أمام مجلس النواب الذي كلفَ رئيسها، وهناك من يزال أيضا يتحدث أنه لا حاجة للحُكومَة، لِأن الفاسدين مَعرُوفُون". وقال: "الحاكمون وهم علّة الفاجعة يزدادون تشبّثاً بمناصبهم وبمصائر اللبنانيين. هل سمعتم ببلد تحدث فيه فاجعة مثل فاجعة المرفأ ويظلّ المسؤولون على كراسيهم؟".
وتوجه إلى كلّ معرقلي تشكيل الحكومة، قائلا :"كفاكم تعنّتاً واستكباراً وتصلباً وخرقاً للدستور فالبلد في خطر داهم ويعيش قمة الانقسام والتشرذم والفوضى والسبب هو تأخير تشكيل الحكومة. أقعلوا عن أنانيتكم فلبنان لم يعد يحتمل المزيد من الخراب والدمار". وأكد ان "المطلوب تقديم التسهِل لا التعطل ولا وضع العقبات في طريق تشكيل الحكومة وهناك أيادٍ خبيثة تعمل في الخفاء على عرقلة الجهود العربية المشكورة وعلى إفشال المبادرة الفرنسية وتحاول القيام بعملية ابتزاز سياسي لا مثيل لها".
ووجه نداء "الرجاء والاستغاثة والامل الى الاخوة العرب"، قائلا: "تعودنا ألا تنسونا في الشدائد، ونحن لنا ملء الثقة بكم، وبمؤازرتكم، ودعمكم، ومساعدتكم، فلا تتخلوا عنا ولا تتركوا الشعب في ضياعه، كي لا يكون فريسة سهلة لمن يريد بلبنان واللبنانيين شرا. اللهم إننا ندعوك مع قدوم شهر رمضان، شهر الرحمة وعمل الخير واستجابة الدعاء، أن تجبر ضعفنا، وترحم أطفالنا من أهوال الفتن والأزمات، وأن تهب أوطاننا السلم والأمن والأمان، وأن تخرجنا من هذه المحن المستعصية، وأن تهب وطننا السكينة والطمأننة ، إنك يا رب العالمين حكيم قدير. وأسأل الله، أن يجعله صوما متقبلا، حافلا بالأعمال الصالحة، وبنعم الله ورضاه.. قال تعالى: الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون. وكل رمضان وأنتم بخير".