أكد متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خلال ترأسه قداسا إلهيا في مطرانية بيروت، ان "لبنان كان واحة الشرق بجمال طبيعته، وجامعة الشرق التي يقصدها طالبو العلم والمعرفة من كل صوب، ومستشفى الشرق الذي يداوي محيطه، وكان موئل الأحرار ومثال الإنفتاح والتنوع والحرية والديموقراطية. أين هو الآن؟ إنه بلد مفلس، منهار، مظلم، فاسد، معزول عن العالم، مؤسساته التعليمية والاستشفائية مهددة بالإغلاق، تجاره مفلسون، شعبه يائس، أطباؤه وممرضوه وشاباته وشبابه يهجرونه ويلمعون في آفاق الأرض، لأن فرصا كثيرة تعطى لهم، فيما هم مقموعون في وطنهم. نحن نفقد طاقاتنا التي هي عماد الوطن وركيزة الاقتصاد. أصبحنا بلدا يدمن تفويت الفرص وتضييع الوقت، وأصبحنا عاجزين حتى عن تأليف حكومة تتولى زمام الأمور وتقوم بالإصلاحات الضرورية لضخ بعض الأوكسجين في رئتي البلد".
ولفت عودة الى انه "أملنا أن تثمر الإتصالات الجارية فتبصر الحكومة النور في أسرع وقت ممكن، كي لا يستمر المواطنون في دفع ثمن خلافات السياسيين. وإذا كان الجميع متفقين على حكومة أعضاؤها إختصاصيون مستقلون منسجمون متناغمون، لم الإختلاف إذا على الحصص؟ أليست الكفاءة والإختصاص والخبرة هي التي سيعطى الوزراء الثقة على أساسها؟ أم تريدونهم أتباعا مأمورين؟، لنتعظ من نصائح القديس يوحنا السلمي، ولتكن الأعمال أكثر من الأقوال وردود الفعل، علنا نصل إلى قيامة بلدنا من تحت ركام الفساد، فنفرح ونتهلل معا بعيد الأعياد، وعودة الحياة والإزدهار والفرح إلى ربوعنا، آمين".